رئيس الوزراء يؤكد: رعاية المصريين بالخارج أولوية وطنية وكل فرد سفير لمصر في مواجهة التحديات

رئيس الوزراء يؤكد: رعاية المصريين بالخارج أولوية وطنية وكل فرد سفير لمصر في مواجهة التحديات

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المصريين بالخارج في نسخته السادسة التي انطلقت اليوم، حيث أعرب في بداية حديثه عن سعادته بلقائه بالجميع في هذا المحفل الوطني الذي يجمع أبناء مصر الكرام في الخارج على أرض الوطن، وتحدث أيضًا باسم ملايين المصريين الذين يساهمون بخبراتهم وعلمهم وجهودهم القيمة في إثراء المجتمعات التي يعيشون فيها، ويقدمون نموذجًا مشرفًا للحضارة المصرية في الخارج.

وأضاف رئيس الوزراء أنه يشرفه التواجد مع الحضور في الجلسة الافتتاحية، حيث اغتنم الفرصة ليطلعهم على أبرز جهود الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتحقيق تطلعات الشعب المصري نحو مستقبل أفضل، ودعم أبناء مصر الأوفياء المقيمين في الخارج.

وأكد مدبولي أن ملف رعاية المصريين في الخارج يحظى بأولوية قصوى لدى الدولة المصرية وقيادتها السياسية، حيث يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتمامًا بالغًا بأبناء الوطن في الخارج مثلما هو الحال مع أبناء الوطن في الداخل، مشيرًا إلى أن توجيهاته دائمًا تدعو لبذل كل الجهود للدفاع عن حقوق وكرامة المصريين في الخارج، والاستجابة لاحتياجاتهم، والعمل على تكثيف التواصل معهم وتعزيز روابطهم مع الوطن، وخاصة أبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج.

وأشار رئيس الوزراء إلى الدور الذي قامت به وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج في العام الماضي في التواصل المستمر مع المصريين بالخارج، وتلبية احتياجاتهم، وتعزيز التواصل معهم، وتيسير الخدمات المقدمة لهم، وإطلاق المبادرات التي تخدمهم بالتعاون مع الوزارات والجهات الأخرى بالدولة، متطلعًا إلى توفير المزيد من الخدمات والتيسيرات والمبادرات والفرص للمواطنين المصريين بالخارج، حيث يأتي في مقدمة ذلك العمل الجاري على تطوير الخدمات القنصلية وتيسير الحصول عليها مع تعظيم الاستفادة من التقنيات التكنولوجية والرقمنة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي تقدير الدولة المصرية للدور الوطني الذي يجسده المصريون في الخارج، مشيرًا إلى أن أبناء مصر في الخارج قدموا أروع الأمثلة في الانتماء والوطنية من خلال زيادة تحويلاتهم، التي تُعد أحد أهم مصادر تدفق العملات الأجنبية إلى الاقتصاد المصري، في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهتها الدولة بسبب الأزمات الإقليمية والدولية، وقد ساعدت الإجراءات الإصلاحية التي قام بها البنك المركزي بالتنسيق مع الحكومة في مجال السياسة النقدية، بالإضافة إلى التزام الحكومة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي.

وقال: تتطلع الحكومة لتعظيم مساهمتكم بعلمكم وخبراتكم واستثماراتكم في بناء “الجمهورية الجديدة”، مع الأخذ في الاعتبار ما توفره الحكومة من حوافز وتيسيرات للاستثمار في مصر

وفيما يتعلق بالتطورات السياسية الإقليمية، أكد رئيس الوزراء أن مصر حافظت على أمنها واستقرارها في ظل هذه الاضطرابات بفضل العناية الإلهية وجهود الشعب الواعي، وحكمة القيادة السياسية، التي تتمسك بثوابت السياسة الخارجية المصرية، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكد رئيس الجمهورية على رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، بجانب العمل مع الشركاء في دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، كما تواصل مصر جهودها لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في استقلال دولته على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر استمرت في دورها النشط في مختلف ملفات السياسة الخارجية، وتحقيق مبدأ “الاتزان الاستراتيجي” في علاقاتها بكافة القوى الدولية لتوفير متطلبات الأمن القومي المصري والمصالح الوطنية وحشد الدعم الدولي للتنمية الشاملة على أرض مصر.

أما على الصعيد الداخلي، فأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر واجهت في السنوات الأخيرة تحديات اقتصادية بسبب الأزمات الإقليمية والدولية، ولكن الدولة المصرية استطاعت بحمد الله تجاوز العديد من هذه التحديات، حيث حققت معدلات نمو إيجابية للناتج المحلي الإجمالي، وتراجع معدلات التضخم والبطالة، مع الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ودعم دور القطاع الخاص وتحسين مناخ الاستثمار.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة حرصت وفقًا لتوجيهات رئيس الجمهورية على تطبيق حزمة من الحماية الاجتماعية لدعم الشرائح الأولى بالرعاية ومحدودي الدخل لمواجهة الأعباء المرتبطة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المبادرات الرئاسية التي تُساهم في رفع مستوى معيشة المواطنين، وتوفير خدمات أساسية لهم مثل حياة كريمة، و100 يوم صحة، وسكن لكل المصريين.

وفي ختام كلمته، قال رئيس الوزراء: مما لا شك فيه أن كل واحد منكم بمثابة سفير لوطنه أينما حل أو ارتحل، يمكنه القيام بدوره في نشر الحقائق حول الأوضاع في مصر وما حققته من أمن واستقرار وتطور اقتصادي رغم التحديات الإقليمية والدولية

كما عبر عن أمله في أن يتاح للمصريين في الخارج خلال وجودهم في المؤتمر فرصة للقيام بجولات في أنحاء البلاد، لرؤية النهضة التي تحققت في المدن الجديدة، والجامعات، والمناطق الصناعية، والمشروعات القومية الكبرى وغيرها من الإنجازات خلال السنوات العشر الماضية.

ووجه زملاءه الوزراء بأن يقدموا خلال المؤتمر كل التفاصيل حول ما يحدث على أرض الوطن.

وأضاف: ختامًا أتمنى لكم مؤتمرًا ناجحًا، وعاشت مصر وعشتم في كل سلام وأمان