أطفال مدارس الأحد في المنيا يشاركون في عزاء خادمتهم: من المرح إلى الحزن في فناء الكنيسة

أطفال مدارس الأحد في المنيا يشاركون في عزاء خادمتهم: من المرح إلى الحزن في فناء الكنيسة

في يوم الجمعة المعتاد، حيث تتجمع الأطفال في معظم كنائس مصر بعد القداس الإلهي للاحتفال بلقاء مدارس الأحد، شهدت كنيسة السيدة العذراء والأمير تادرس الشُطبي بداقوف في المنيا أجواء حزينة، حيث جاء الأطفال اليوم ليس لحضور نشاطاتهم المعتادة، بل لتأدية صلوات الثالث على أرواح ثلاث خادمات من مدارس الأحد اللاتي توفين في حادث سير مروع أثناء رحلة الكنيسة، ووقف الأطفال يبكون في مشهد مؤلم، مستذكرين الترانيم التي كانت الخادمات يرددونها معهم، وتولى نيافة الأنبا جورجيوس أسقف إيبارشية مطاي للأقباط الأرثوذكس قيادة الصلوات مع عدد من القساوسة والقمامصة.

وفي حديثه، قال كيرلس وديع، أحد خدام الكنيسة: «لا توجد خدمة اليوم لأن الخدام غير قادرين، وساحة الكنيسة تحولت إلى سرادق عزاء، وقد جاء الأطفال المصابون الذين تماثلوا للشفاء بعد تلقي العلاج، وكانت إصاباتهم بسيطة».

وعبر عدد من الأطفال، وهم يبكون: «كنا هنا نمرح الجمعة الماضية، وفناء الكنيسة والملعب أصبح سرادق عزاء لتاسوني ميرنا وتاسوني دينا وتاسوني ريموندا» ـ حيث تعني كلمة تاسوني باللغة القبطية «الأخت».

وأوضح القس أنطونيوس شكري، راعي الكنيسة، أن «الثالث» هو صلاة تقام في اليوم الثالث بعد وفاة أي قبطي أرثوذكسي، وعادة ما تقام في مكان الوفاة أو في الكنيسة، بهدف طرد روح الحزن من المكان وتعزية الأسرة.

تلقى أمن المنيا بلاغًا بانقلاب حافلة على الطريق الصحراوي الشرقي، مما أسفر عن وفاة ريموندا شكري عزيز 19 عامًا، وميرنا يعقوب وجيه 19 عامًا، ودينا أشرف شحاتة 19 عامًا، وجميعهن طالبات جامعيات، بالإضافة إلى إصابة 14 آخرين بينهم 7 أطفال، في حادث يعود لرحلة كنسية تتبع إيبارشية مطاي للأقباط الأرثوذكس، وجميعهم من أبناء قرية داقوف التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، لكن كنسيًا تتبع مركز مطاي.

كانت الكنيسة قد نظمت رحلة لقطاعي مدارس الأحد (الأطفال في المرحلة الابتدائية) وقطاع الشباب، حيث انطلقوا صباح الأربعاء بحماس كبير لقضاء ثلاثة أيام كانت مقررة أن تبدأ الأربعاء وتنتهي الجمعة، في طريقهم إلى محافظة البحر الأحمر (الغردقة)، وبعد أقل من ساعة من انطلاقهم، وقع الحادث الأليم، وفور علمنا بالأمر، هرعنا إلى موقع الحادث ثم إلى مستشفى الصدر بالمنيا حيث تم احتجاز الضحايا بين متوفين ومصابين.

وأشارت مصادر كنسية إلى أن الكنيسة قامت بتأجير «ميني باص»، أحدهما لخدمة مدارس الأحد للأطفال في المرحلة الابتدائية، والآخر لقطاع الشباب والخريجين، وسارا في نفس الطريق، ولكن بعد مرور ساعة واحدة على مغادرتهم مركز مطاي، وقع الحادث نتيجة اصطدام عنيف بالرصيف، وما كان من الأتوبيس المرافق إلا أن نزل لمساعدة المصابين واستغاثوا بالجهات المعنية وقدموا العون للإسعاف في حمل المصابين.