
خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عُقد اليوم، دعا الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لشرح تفاصيل الموقف الحالي بعد أزمة انقطاع الكهرباء والمياه التي شهدتها بعض المناطق في الجيزة مؤخرًا، والخطوات التي تُتخذ لتفادي حدوث مثل هذه المشاكل في المستقبل.
وفي هذا السياق، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن اعتذاره للمواطنين الذين تأثروا جراء هذه الأزمة التي كانت نتيجة للظروف المناخية، مشيرًا إلى أن هناك توجيهًا واضحًا اليوم للوزراء المعنيين بالبنية الأساسية لوضع خطة طوارئ، خاصة في هذه الملفات التي قد تتطلب تكاليف إضافية، حيث من المتوقع أن تتزايد تأثيرات الظروف المناخية عامًا بعد عام، مما يتطلب التعامل معها بشكل مستدام، في ظل ما نشهده من ارتفاع في درجات الحرارة وتكرار الحرائق في العديد من الدول.
من جانبه، أكد المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن محطات توليد الكهرباء لدينا قادرة على استيعاب الأحمال الكبيرة الحالية، بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة خلال شهر أغسطس، كما أن الشبكات قادرة على تحمل تلك الأحمال، ويتم إجراء قياسات مستمرة لكل نسب التحميل لضمان استمرار الخدمة بشكل دائم.
وأوضح الوزير أن الأزمة الأخيرة نشأت بسبب حالة الكابلات، حيث أن المحطة نفسها سليمة، بنفس محولاتها وقدراتها الحالية، إلا أن الكابلات كانت في حالة سيئة، على عمق مترين، مما تطلب إجراءات خاصة للوصول إليها بسبب وجود طبقات من الأسفلت، وقد تم استبدال هذه الكابلات.
وأكد وزير الكهرباء أنه منذ بداية المشكلة، كان لدينا خطة لإنشاء مصدر بديل جديد لهذه المحطة، وهو ما تم بالفعل، حيث قمنا أثناء أعمال إصلاح الكابلات بإنشاء حل دائم جديد يغذي المحول، والآن نتحدث عن وجود 109 ميجاوات في المحطة التي تحتاج إلى 80 ميجاوات، بفضل الكابل الجديد الذي تم جلبه من محطة الهرم، وتم إنشاء حفر نفق لهذا الغرض.
وأشار المهندس محمود عصمت إلى أنه قدم اليوم لرئيس الوزراء الخطوات التي تم اتخاذها لتنفيذ هذا الحل الدائم، بمساعدة جميع الجهات المعنية، حيث تم أيضًا توفير مصدر احتياطي لمحطة المياه المجاورة لمحطة المحولات، وتم استدعاء أكثر من 97 ماكينة توليد من شركات التوزيع، وتم توصيلها في مناطق حيوية مختلفة، مؤكدًا على التعاون الكبير والجهود المبذولة من شركات النقل والتوزيع في شمال وجنوب القاهرة.
ولفت الوزير إلى أن لدينا حوالي 57300 كم من الكابلات والموصلات في مصر، والتي تتيح لنا نقل هذه القدرات الكبيرة، والمشكلة الأخيرة كانت في مسافة لا تتجاوز 600 متر، بما في ذلك الجزء الجديد، مقدمًا شكره للمواطنين على دعمهم في الأعمال المنفذة، كما شكر جميع جهات وزارة الكهرباء التي تمكنت من إنشاء أكثر من 27 وصلة كابل كهربائي بجهد 66 كيلو فولت، وهو إنجاز غير مسبوق، نتيجة جهود أكثر من 1200 شخص عملوا على مدار 24 ساعة.
بدوره، قدم المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اعتذاره للمواطنين عن انقطاع إمدادات مياه الشرب في بعض مناطق محافظة الجيزة، وكذلك عدم انتظامها في مناطق أخرى وضعفها، موضحًا أن السبب في ذلك هو انقطاع الكهرباء عن 3 محطات رئيسية، وهي مأخذ جزيرة الذهب، ومحطة تنقية جزيرة الذهب، ومحطة تنقية أبوالنمرس، وهذه المحطات مجتمعة تُنتج مليون متر مكعب من المياه، تمثل حوالي 30% من إجمالي الطاقة المُنتجة من المياه في محافظة الجيزة، حيث يتم إنتاج 3 ملايين و300 ألف متر مكعب يوميًا لخدمة سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة، بالإضافة إلى 3 ملايين آخرين يترددون على المحافظة تقريبًا.
وقال وزير الإسكان: فور وقوع هذا الطارئ، قامت غرف الطوارئ بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، التي بدأت بتنفيذ مناورات لتشغيل جميع المولدات لاستعادة الطاقة التشغيلية بنسبة 50%، كما قمنا بإجراء مناورات مع المآخذ الأخرى للحصول على أكبر طاقة ممكنة، بالإضافة إلى المناورات بين الشبكات في بعض المناطق، مما جعل بعض المناطق الأخرى تشعر ببعض التأثر، لكننا عملنا على مد المناطق التي شهدت انقطاعًا كليًا بإمدادات المياه، وفي الوقت نفسه تم توفير أكثر من 55 تانك مياه لتغذية المناطق المتضررة بشكل كامل
وتحدث وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن الجهود التي تبذلها الوزارة في محافظة الجيزة خلال الفترة الماضية، سواء من خلال شركة المياه أو هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مدينة 6 أكتوبر والمدن المجاورة، مشيرًا إلى أن حجم المشروعات بالمحافظة يصل إلى نحو 14 مليار جنيه، بهدف تحسين البنية التحتية بالكامل من شبكات المياه والصرف الصحي، كما نعمل على مواجهة التوسع العشوائي الذي حدث في بعض المناطق، والنمو العشوائي الذي يمثل عبئًا كبيرًا، ومع ذلك نسعى لتلبية جميع احتياجات المواطنين في هذه المناطق.
وأضاف الوزير: نحن نعمل أيضًا على تنفيذ التوجيهات الخاصة بزيادة قدرة المولدات التي تعمل بشكل استثنائي في فترات الطوارئ، وفقًا للمعايير التصميمية لتغطية 50% من احتياجات المحطات في حالات الطوارئ، وهناك دراسة تُجرى حاليًا لتغطية 100%، لضمان تلبية احتياجات المحطات بشكل كامل، بالإضافة إلى التنسيق مع وزير الكهرباء بشأن المصدرين من محطتي محولات مختلفتين، حتى لو كان ذلك يتطلب تكاليف إضافية، لكنه سيغطي احتياجاتنا بالكامل