فجر اليوم الأربعاء، تعرضت شبه جزيرة كامتشاتكا الواقعة في أقصى الشرق الروسي لزلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، تلاه ارتفاع في الموجات وصل إلى 4 أمتار، ليُعتبر هذا الزلزال من بين الأقوى التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة.
نتيجة لذلك، وصلت الموجات إلى سواحل مدينة سيفيرو-كوريلسك، وتم إعلان حالة الطوارئ وتحذيرات شاملة من تسونامي في عدة دول قريبة من المحيط الهادئ.
ماذا تعرف عن كامتشاتكا؟
تُعتبر كامتشاتكا واحدة من أكثر المناطق جمالًا وغرابة في روسيا، تقع في أقصى الشرق وتتميز بكثافتها السكانية المنخفضة ونشاطها البركاني والزلازلي الكبير، مما يجعلها واحدة من أكثر الأماكن نشاطًا على وجه الأرض.
تقع كامتشاتكا والشرق الأقصى الروسي ضمن نطاق “الحزام الناري” في المحيط الهادئ، وهو منطقة جيولوجية نشطة معروفة بارتفاع احتمالات حدوث الزلازل والانفجارات البركانية، ما يجعلها عرضة لتغيرات طبيعية مفاجئة قد تمتد تأثيراتها إلى مناطق واسعة.
تمتد على طول شبه جزيرة كامتشاتكا سلسلتان جبليتان رئيسيتان: سلسلة جبال سريديني في المنتصف وسلسلة جبال فوستوشني في الشرق، ويُعتبر بركان كليوشيفسكايا، الذي يبلغ ارتفاعه 4750 مترًا، أعلى قمة في المنطقة، ويمر نهر كامتشاتكا بين هاتين السلسلتين ليشكل أحد المعالم الجغرافية البارزة هناك
تحتوي شبه الجزيرة على أكثر من 160 بركانًا، منها أكثر من 30 بركانًا نشطًا مثل كليوتشيفسكايا سوبكا، شيفيلوش، وكورنفسكي، وتتميز المنطقة بوفرتها من الينابيع الساخنة والأنهار الكبريتية والبحيرات البركانية، وتُعتبر واحدة من أكثر المناطق تنوعًا في الطبيعة، حيث تغطيها غابات التايغا والمستنقعات والأنهار الجبلية.
اقرأ أيضا:
كما تُعد موطنًا للعديد من الحيوانات البرية مثل الدب البني الكامتشاتكي، النسور البحرية، وسمك السلمون.
تُعتبر كامتشاتكا غير مرتبطة بأي طرق برية بباقي روسيا، حيث تُعد الطائرات الوسيلة الأساسية للوصول إليها، وقد شهدت أحد أقوى الزلازل في القرن العشرين عام 1952 بقوة 9.0 ريختر، والذي تسبب في موجات مد تسونامي ضخمة.
أما سكان كامتشاتكا، فيتوزعون بين الأغلبية الروسية وعدد من المجموعات السكانية الأصلية مثل الكورياك في الشمال، بالإضافة إلى الشكشي والإتلمن، ولكل منهم لغته المحلية، ويعيش معظم السكان في مدينة پتروباڤلوفسك -كامتشاتسكي، العاصمة الإدارية للمنطقة، بينما تبقى القرى النائية غير متصلة إلا عبر السفن أو الطائرات.
يُعتبر صيد الأسماك والسرطانات النشاط الاقتصادي الرئيسي في كامتشاتكا، حيث تشتهر المنطقة بنوع من السرطانات الحمراء العملاقة التي تصل أبعادها إلى 1.7 متر، وتُعتبر من أهم المنتجات البحرية التي تُميز المنطقة.
من أبرز معالم كامتشاتكا الطبيعية كالديرا أوزون، وهي فوهة لبركان قديم يبلغ قطرها نحو 10 كيلومترات، وتحتوي على ينابيع حارة وباردة، بحيرات، براكين طينية، وبوتقات من الوحل المغلي.
تُعتبر المنطقة غنية بأنواع الطيور والنباتات والأسماك، مما يُشكل مشهدًا متنوعًا وغنيًا، وتشتهر الفوهة بخريفها القصير المليء بالألوان، حيث تمتزج ألوان التندرا القرمزية مع أوراق البتولا الصفراء، بينما تتصاعد أبخرة بيضاء من باطن الأرض نحو سماء زرقاء صافية.