خبير سموم يكشف عن أسرار ‘المرض الغامض’ في المنيا ويكشف حقيقة التعرض للإشعاع من الدول المجاورة

خبير سموم يكشف عن أسرار ‘المرض الغامض’ في المنيا ويكشف حقيقة التعرض للإشعاع من الدول المجاورة

قال الدكتور محمد إسماعيل حافظ، أستاذ علم السموم الإكلينيكية بكلية الطب في جامعة المنيا واستشاري علاج التسمم في المستشفى الجامعي ووزارة الصحة، وهو أحد الاستشاريين الذين قاموا بمراجعة حالات بعض الأطفال الذين فقدوا حياتهم، في واقعة مؤلمة تمثلت في رحيل أب وأبنائه الستة في غضون أسبوعين، بسبب أسباب غير معروفة حتى الآن.

وأوضح حافظ أننا كفريق من الخبراء قمنا بدراسة جميع فرضيات التسمم، بما في ذلك فرضية الذخائر المشعة واليورانيوم المنضب، في قضية ضحايا “الموت الغامض” في المنيا، حيث كانت الفرضية الأولية تشير إلى وجود تسمم، لكن كان علينا أن نكتشف ماهية المادة المسببة لهذا التسمم.

قمنا كفرق طبية بطرح فرضيات متعددة للتعامل مع الحالة، حتى تلك التي تبدو بعيدة أو “غير منطقية”، حيث بحثنا في إمكانية التعرض لفلزات ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، رغم أن ذلك يبدو غير محتمل في بيئة ريفية مثل بيئة الأطفال المتضررين.

وأضاف، ونظرًا لأن “دلجا” هي قرية حدودية تقع على الطرف الغربي من المحافظة، فقد طرحنا فرضية أن يكون هناك شخص ما قد هرب نوعًا من الذخائر المشعة من دول الجوار، لدرجة أننا ناقشنا إمكانية التعرض لليورانيوم المنضب، رغم أن ذلك يعد فرضًا مستحيلًا، لكننا اعتبرناه، وكانت النتيجة أن تلك الفرضيات لا تفسر نسبة الوفيات بهذه الطريقة وفي فترة زمنية قصيرة، وكل ذلك ناقشناه قبل وفاة الطفلتين الأخيرتين، رحمة وفرحة.

شهدت قرية دلجا بديرمواس فقدان أسرة كاملة خلال أسبوعين، حيث لم يتبقَ سوى الأم وزوج الأب، والذين فقدوا: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم تبعهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، وبعدها رحمة ناصر (12 عامًا)، بينما توفيت الشقيقة الأخيرة فرحة ناصر (14 سنة) يوم الثلاثاء الماضي، بعد وفاة أشقائها بنحو عشرة أيام

على صعيد آخر، يواصل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا الكلية، التحقيق في وفاة السبعة أفراد بعد إصابة الأشقاء الستة ووالدهم بأعراض القيء وارتفاع درجات الحرارة والتشنجات واضطرابات في الوعي، والتي أدت إلى وفاة 6 أطفال ووالدهم تباعًا.