
تسبب حادث وفاة أسرة كاملة في محافظة المنيا في حالة من الصدمة والحزن بين الأهالي، حيث أثيرت تساؤلات عديدة حول السبب الحقيقي وراء هذه المأساة، وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور نبيل عبدالمقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية طب قصر العيني، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن التحاليل الأولية تشير إلى أن الوفاة نتجت عن التسمم بمادة «كلوفينابير» (chlofenapyr)، وهي واحدة من المبيدات الحشرية ذات السمية العالية.
وأشار الدكتور عبدالمقصود إلى أن هذه المادة تُعتبر من أخطر أنواع المبيدات، حيث تؤثر بشكل معقد على مستوى الخلايا في جسم الإنسان، موضحًا أن جسم الإنسان يتكون من أعضاء، وكل عضو يحتوي على خلايا تحتاج إلى طاقة للعمل، ومصدر هذه الطاقة هو جهاز دقيق داخل الخلية مسؤول عن توليدها، ومادة الكلوفينابير تقوم بشل هذا الجهاز، مما يؤدي إلى قطع الكهرباء عن الخلايا، وبالتالي توقف الأعضاء عن العمل، مما يجعل الوفاة أمرًا حتميًا.
كما أضاف أستاذ علاج السموم أن أعراض التسمم بهذه المادة تظهر بشكل تدريجي، وتشمل: سخونة بالجسم، ضعف عام، زغللة في العين، غثيان، ضيق في التنفس، اضطراب في ضربات القلب، ثم فقدان الوعي، يلي ذلك الوفاة
وأوضح عبدالمقصود أن الوفاة تحدث في غضون 48 ساعة لدى الأطفال، بسبب سرعة تأثير المادة على خلاياهم، بينما قد تمتد فترة الوفاة لدى البالغين إلى ما بين 10 و15 يومًا، وهي الفترة التي تحتاجها المادة للتأثير الكامل على مصدر الطاقة داخل خلايا الجسم.
وفيما يتعلق بالعلاج، شدد الدكتور عبدالمقصود على أن الوقاية هي الحل الوحيد، مؤكدًا أنه لا يوجد دواء يمكنه إعادة تشغيل ما وصفه بـ”بطاريات الخلايا” بعد أن تتوقف عن توليد الطاقة.
واختتم منشوره برسالة تحذير للمسؤولين وصنّاع القرار، داعيًا إلى ضرورة حظر تداول مثل هذه المبيدات الخطيرة بشكل عشوائي، وقصر تسليمها على موظفي الوحدات الزراعية، على أن تتم عملية الرش تحت إشراف مباشر منهم، دون السماح للفلاحين بالاحتفاظ بأي كمية في منازلهم، تجنبًا لتكرار مثل هذه الحوادث الأليمة.
يُذكر أن السلطات في محافظة المنيا تواصل التحقيق في الواقعة، في انتظار نتائج التحاليل والتقارير الرسمية النهائية، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على تداول المواد الكيميائية والمبيدات في الأسواق.