تفاصيل صادمة حول وفاة 6 أطفال ووالدهم في المنيا: سم قاتل بلا ترياق – نصف جرام يكفي لقتل إنسان بالغ

شيع المئات من أهالي قرية دلجا، مساء الجمعة، جثمان ناصر محمد علي، والد الستة الذين توفوا في القرية التابعة لمركز ديرمواس خلال الأسبوعين الماضيين.
توفي الأب بعد ثلاثة أيام فقط من وفاة آخر أبنائه الطفلة «فرحة»، ليتم فتح قبر الأسرة المكلومة للمرة السابعة خلال 14 يومًا.
كان ناصر قد نُقل إلى مستشفى أسيوط الجامعي الأسبوع الماضي بعد تدهور حالته الصحية في مستشفى المنيا، حيث كان يتلقى العلاج عقب وفاة أطفاله الستة تباعًا في حادثة غامضة بدأت بعض تفاصيلها في الظهور.
مادة سامة ليس لها ترياق.. كواليس مأساة عائلة دلجا
قال الدكتور محمد إسماعيل عبدالحفيظ، أستاذ علم السموم بكلية الطب في جامعة المنيا، والذي أشرف مباشرة على الضحيتين الخامسة والسادسة (رحمة وفرحة)، إن الأعراض التي ظهرت على الأطفال ووالدهم تتطابق مع التسمم بمبيد لمقاومة الآفات الزراعية «كلورفينابير- Chlorfenapyr».
وأضاف في لقاء مع «إقرأ نيوز» أن هذا الاستنتاج جاء بعد مشاورات مكثفة مع خبراء السموم في جامعتي الإسكندرية وعين شمس، ومقارنة الحالة بحالات نادرة سابقة.
وأشار إلى أن واحدة من أكبر تحديات قضية أطفال المنيا كانت عدم القدرة على كشف المادة السامة في التحاليل المخبرية التقليدية للدم، وهو ما يتماشى مع خصائص مادة «كلورفينابير- Chlorfenapyr».
وأكد أنه خلال أكثر من 35 عامًا في مهنة الطب، لم يشهد حالة بهذه الغرابة والتعقيد، إذ كانت الوظائف الحيوية للضحايا تبدو مستقرة في البداية قبل أن تتدهور بشكل مفاجئ ومميت، بدءًا باضطراب في ضربات القلب وانتهاءً بتوقف تام لعضلة القلب.
وتابع أستاذ علم السموم أن هذه المادة ليس لها علاج أو ترياق مثل «قرص الغلة»، مشيرًا إلى أن هذه المواد بطبيعتها سامة، والتعامل معها يجب أن يكون بحذر.
وأكمل: «نصف جرام يكفي لقتل الإنسان البالغ، والأعراض قد تظهر بعد ساعات أو أيام، حسب كل جسم وقوة تحمله وطريقة تفاعلاته»
«كلورفينابير- Chlorfenapyr»
يستخدم «الكلورفينابير» في الزراعة لمكافحة الآفات، حيث يعمل على تعطيل عملية إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم، مما يؤدي إلى فشل شامل وموت الأنسجة، ما يجعله قاتلاً صامتاً يصعب رصده وعلاجه.
النيابة العامة تحقق مع «الزوجة الثانية»
تواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع والدة الأطفال (الزوجة الثانية للأب) والجد، في محاولة لفك لغز الوفيات المتتالية داخل الأسرة، والتي بدأت قبل نحو أسبوعين بوفاة ثلاثة من الأطفال، تلاهم شقيقهم الرابع، ثم الطفلتان «رحمة» و«فرحة»، وأخيرًا الأب.
كيف بدأت مأساة أطفال المنيا؟
بدأت مأساة أسرة المنيا قبل نحو أسبوعين، بوفاة أربعة أشقاء تباعًا، وسط شكوك أولية بإصابتهم بالتهاب السحائي، الأمر الذي نفته وزارة الصحة في بيان رسمي.
ورغم نقل الشقيقتين الخامسة والسادسة (رحمة وفرحة) إلى المستشفى تحت المراقبة الدقيقة، إلا أنهما لحقتا بأشقائهما الواحدة تلو الأخرى، قبل أن يلحق بهما الأب يوم الجمعة.
اقرأ أيضًا: