
كشفت دراسة جديدة أن كوكب الأرض يمتلك ما لا يقل عن ستة «أقمار صغيرة» تدور حوله بانتظام، ومعظمها يتكون من قطع صغيرة من القمر الذي نراه في السماء ليلاً، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
أفاد فريق بحثي من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وألمانيا وفنلندا والسويد بأن هذه الأقمار الصغيرة يبلغ قطرها حوالي مترين تقريبًا، وقد تشكلت نتيجة اصطدام الكويكبات بسطح القمر، حيث تؤدي هذه الاصطدامات إلى إثارة كمية كبيرة من الغبار وحطام القمر، وبعضها كبير بما يكفي ليطفو بعيدًا وينجذب إلى جاذبية الأرض.
وأشارت الدراسة التي نشرتها دورية إيكاروس «Icarus» المتخصصة في دراسات النظام الشمسي إلى أن هذه القطع القمرية المتكسرة، المعروفة باسم «المقذوفات القمرية»، يمكن أن تتحرك إلى مدارات مستقرة نسبياً، وتبقى بالقرب من الأرض لسنوات، وعادةً ما تبقى هذه الأقمار الصغيرة في مدار الأرض لفترة قصيرة قبل أن تبتعد، أو في حالات نادرة، تصطدم بكوكبنا أو القمر.
وفي الغالب، تنفصل هذه الأجسام المقيدة مؤقتًا (TBOs) عن الأرض وتنجذب إلى جاذبية الشمس، حيث تبقى هناك إلى أجل غير مسمى، بينما تنفصل قطع جديدة من القمر لتحل محلها.
قال روبرت جيديك، الباحث في جامعة هاواي: «الأمر أشبه برقصة مربعة، حيث يتغير الشركاء بانتظام ويغادرون حلبة الرقص لفترة من الوقت أحيانًا»
وفي ضوء ذلك، كتب الباحثون في تقريرهم الجديد: «بما أن 18% من الأجسام العابرة للحدود يمكن تصنيفها أيضًا على أنها أقمار صغيرة، فإن نتائجنا تشير إلى أنه يجب أن يكون هناك حوالي 6.5 أقمار صغيرة يزيد قطرها عن متر واحد في (نظام الأرض والقمر) في أي وقت»
قد تقلب الدراسة الجديدة الاعتقاد السائد بين العلماء بأن هذه الأقمار الصغيرة التي تدور بهدوء حول الأرض تأتي جميعها من حزام الكويكبات في النظام الشمسي.
وأشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى أن معظم الأجسام العابرة للحدود تأتي من هذه المنطقة البعيدة الواقعة بين المريخ والمشتري.
ومع ذلك، تناولت النتائج الجديدة المنشورة في مجلة إيكاروس قمرين صغيرين تم اكتشافهما مؤخرًا، وهما كامو’واليوا و2024 PT5، ويبدو أن كلاهما يحمل علامات تشير إلى كونهما شظايا قمرية.
ووُجد أن كامو’واليوا، الذي اكتُشف عام 2016 بواسطة تلسكوب بان-ستارس1 في هاواي، يعكس الضوء بطريقة تتطابق تمامًا مع تركيب سطح القمر.
وبحسب الدراسة، القمر الصغير الكبير، الذي يتراوح قطره بين 131 و328 قدمًا، له نفس تركيبة الصخور القمرية الغنية بالسيليكات، ويختلف هذا اختلافًا كبيرًا عن الكويكب النموذجي، الذي غالبًا ما يحتوي على معادن مختلفة عن تلك الموجودة على القمر.
من جانبه، قال جيديك إن الكويكب 2024 PT5، الذي اكتُشف عند دخوله مدار الأرض في 7 أغسطس 2024، أظهر نفس الخصائص القمرية.
وفي العام الماضي، لُقّب الكويكب 2024 PT5 بـ«القمر الثاني» المؤقت للأرض نظرًا لحجمه وقربه الشديد من كوكبنا.
وجمع علماء الفلك بيانات عن هذا الكويكب المفترض أثناء دورانه حول الأرض، مما دفعهم إلى اقتراح أنه ربما كان جزءًا من قمرنا.
وتُسمى النظرية الرائدة في تكوّن القمر «فرضية الاصطدام العملاق»، والتي تفترض أن القمر هو في الواقع كتلة ضخمة تدور حول الأرض.
وفقًا لهذه النظرية، اصطدم كوكبنا بكوكب بحجم المريخ قبل حوالي أربعة مليارات سنة، مما أدى إلى انفجار مواد من الأرض انطلقت إلى الفضاء وتكثفت في النهاية لتكوين القمر.
إذا كانت فرضية الاصطدام العملاق وتحليل أصل 2024 PT5 صحيحتين، فهذا يعني أن قمرنا الحقيقي هو أصل هذا القمر الصغير، وأن الأرض هي جده.