60% من الأمراض تأتي من الحيوانات: حملة جديدة لمكافحة السُعار في مصر

60% من الأمراض تأتي من الحيوانات: حملة جديدة لمكافحة السُعار في مصر

وقعت الهيئة العامة للخدمات البيطرية مذكرة تفاهم، اليوم الثلاثاء، مع شركة «بوهرنجر إنجلهايم» بهدف تعزيز الجهود لمواجهة مرض السعار الذي ينتقل عبر الكلاب، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة أول شراكة من نوعها بين القطاعين العام والخاص.

وخلال مؤتمر صحفي، أعرب محافظ الإسماعيلية عن تقديره لانطلاق هذه الشراكة من المحافظة، مشيرًا إلى أنها ستساهم في التصدي للمخاطر الصحية الناتجة عن مرض السعار في مصر، وأكد أن توقيع هذا البروتوكول يعكس التزام الدولة المصرية، بكافة مؤسساتها، بالعمل الدؤوب لحماية صحة المواطنين والحفاظ على التوازن البيئي والصحي في جميع أنحاء الوطن، وأوضح أن مصر حققت خطوات ملموسة في السنوات الأخيرة لمكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، من خلال حملات التطعيم والجهود التوعوية، وزيادة التعاون مع الشركاء من القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأضاف: «في محافظة الإسماعيلية نُثَمِّن هذا التعاون المثمر، الذي يجمع بين الخبرات العلمية والعملية، والدعم اللوجستي والإداري، من أجل تحقيق نتائج فعالة ومستدامة للحد من انتشار مرض السعار، خاصة في المناطق الريفية والمناطق ذات الكثافة الحيوانية».

ويعتبر مرض السعار فيروسياً من أصل حيواني يهاجم الجهاز العصبي المركزي، ويصبح قاتلاً بمجرد ظهور الأعراض السريرية، وينتقل بشكل رئيسي عبر العض من قبل الكلاب المصابة، ورغم إمكانية الوقاية منه، إلا أنه لا يزال يتسبب في وفاة نحو 59 ألف شخص سنويًا حول العالم.

وقد قام بتوقيع الاتفاقية الدكتور حامد موسى الأقنص، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والدكتور محمود المهدي، رئيس قسم صحة الحيوان في شمال شرق غرب أفريقيا في شركة «بوهرنجر إنجلهايم»، بمقر ديوان عام محافظة الإسماعيلية.

تمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة للتصدي للتهديدات المستمرة التي تواجه المجتمع المصري بسبب مرض السعار.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور حامد موسى الأقنص إلى أن مرض السعار يعد من أخطر الأمراض، ولكن يمكن الوقاية منه بشكل كامل، ولفت إلى أن الجهود المبذولة للقضاء على السعار تتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعات المختلفة، لذا تقوم الهيئة بدراسة جميع سبل التعاون والدعم لتطوير استراتيجية لمكافحة مرض السعار تماشيًا مع الاستراتيجية العالمية التي تهدف للقضاء عليه بحلول عام 2030.

كما أضاف أن 60% من الأمراض الأساسية للإنسان تنتقل عبر الحيوان، ومن بينها مرض السعار، وتؤكد الهيئة العامة للخدمات البيطرية التزامها بتحسين صحة وعافية الحيوانات في مصر، مع الحرص على حماية صحة الإنسان من الأمراض المنقولة عبر الحيوان.

وأوضح «موسى» أن رفع الوعي العام حول داء السعار يعد أمرًا مهمًا، حيث تسعى الهيئة لتوعية المجتمع بطرق انتقال المرض والمخاطر الكبيرة الناتجة عنه، مع تركيز خاص على حماية الشباب والأطفال الذين هم أكثر عرضة للإصابة، نظرًا لاقترابهم من الكلاب الضالة أثناء اللعب، وفي الوقت نفسه، نلتزم بتعزيز الرعاية المسؤولة للحيوانات الأليفة من خلال التأكيد على أهمية تطعيم الكلاب لحماية أصحابها والمجتمع ككل.

وبموجب هذه الاتفاقية، ستتولى الهيئة العامة للخدمات البيطرية وشركة «بوهرنجر إنجلهايم» دورًا رئيسيًا ضمن مبادرة «إيد واحدة ضد السعار»، التي أطلقتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وسيتعاون الجانبان في تنظيم حملات تطعيم شاملة تستهدف الكلاب الضالة في مصر، حيث ستنطلق الحملة من محافظة الإسماعيلية.

من جانبه، قال محمود المهدي، رئيس قسم صحة الحيوان في شمال شرق غرب أفريقيا في شركة «بوهرنجر إنجلهايم»، إن مرض السعار رغم إمكانية الوقاية منه باستخدام اللقاحات، لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا ويتسبب في وفاة آلاف الأشخاص سنويًا، خاصة بين الأطفال.

وأضاف: باعتبارنا روادًا في الوقاية من مرض السعار، نمتلك الخبرات والأدوات اللازمة لدعم جهود الحد من هذا المرض ووقاية المجتمعات منه، ومن المؤكد أن شراكاتنا الاستراتيجية مع الجهات الحكومية تعزز بصمتنا الإيجابية في هذا المجال، ونتطلع للتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية لمواجهة التهديدات التي يسببها مرض السعار في مصر، مما يسهم في تعزيز صحة وأمان البيئة للإنسان والحيوان على حد سواء.

بالإضافة إلى حملات التطعيم ضد مرض السعار، تتضمن الاتفاقية رفع وزيادة الوعي حول المرض ومخاطره وأهمية الوقاية منه، وسيتم تحقيق هذه الأهداف عبر وسائل متعددة تشمل الفعاليات الاجتماعية المحلية والبرامج التثقيفية ضمن المؤسسات الأكاديمية.

تندرج هذه الشراكة ضمن حملة «Stop Rabies» العالمية لشركة «بوهرنجر إنجلهايم»، التي تهدف للحد من إصابات السعار من خلال تبني نهج شامل يركز على التطعيم والتعليم والمراقبة، ومع التزام الشركة بتوفير 500 مليون جرعة من لقاح مرض السعار وتثقيف 15 مليون طفل بحلول عام 2038، تسعى لتعزيز تعاونها مع الجهات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والأطباء البيطريين، والمجتمعات لمواجهة تحديات هذا المرض واجتثاثه من جذوره، وتعتبر شراكتها مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية في مصر خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف العالمي، حيث تبدأ الحملة من محافظة الإسماعيلية وتسعى لوضع بصمة إيجابية اجتماعية طويلة الأجل.