
وقّع المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، مع الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، اتفاقية لإنشاء فرع للمركز في المملكة، وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتسهيل عمل المركز من داخل السعودية، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات «أكساد» في رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية.
وأكد وزير الزراعة السعودي في تصريحات صحفية، أن هذه الخطوة تعكس دعمًا حقيقيًا للعمل العربي المشترك في مجالات البيئة والزراعة، مشيرًا إلى أهمية وجود مكتب إقليمي لـ«أكساد» في الرياض كمنصة لتعزيز البحث العلمي والتطوير في البيئات الجافة وشبه الجافة، كما سيكون مركزًا لتبادل الخبرات بين الدول العربية.
ووفقًا لبيان رسمي من وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، فإن توقيع الاتفاقية يعكس حرص المملكة على دعم المؤسسات والمبادرات المتخصصة في مواجهة تحديات التصحر وتدهور الأراضي والمياه في المناطق الجافة، ويأتي ذلك ضمن التزامها بدعم الاستدامة البيئية والأمن الغذائي في العالم العربي، ووفقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتنص الاتفاقية على إنشاء مكتب دائم للمركز في مدينة الرياض، وتحديد الإطار القانوني المنظم لعمله، بالإضافة إلى منح الموظفين العاملين فيه الامتيازات والحصانات والتسهيلات اللازمة لضمان أداء مهامهم بكفاءة، مما يسهم في تحقيق أهداف المركز وتنفيذ برامجه بشكل فعال.
من جانبه، قال الدكتور نصر الدين العبيد، مدير «أكساد»، إن التعاون بين المركز ووزارة الزراعة السعودية يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة العربية في مواجهة التحديات التنموية المشتركة، مؤكدًا أهمية هذا التعاون الاستراتيجي مع التزام المملكة بتطوير قطاعها الزراعي في ظل تحديات ندرة المياه والتصحر، من خلال الاستفادة من الخبرات المتخصصة لـ«أكساد» في الزراعة بالمناطق الجافة.
وأضاف «العبيد»، أن هذا التعاون يأتي في إطار تعزيز دعم السعودية لاستدامة مواردها المائية لزيادة الإنتاج الزراعي المحلي والمساهمة في الأمن الغذائي الإقليمي، كما يركز على تطبيق أحدث التقنيات والابتكارات في الزراعة، ومن بين المشاريع أو مجالات الاهتمام المشتركة، هناك مشروعات حصاد مياه الأمطار وتغذية المياه الجوفية اصطناعيًا، حيث تستفيد السعودية من خبرة المركز في هذا المجال الحيوي لتعزيز مواردها المائية.
وأوضح مدير «أكساد»، أهمية التعاون مع السعودية في بحث استخدام المياه المالحة والمياه قليلة الملوحة في الزراعة، من خلال البحث عن طرق فعالة لاستغلال مصادر المياه غير التقليدية لزيادة الرقعة الزراعية وتقليل الاعتماد على المياه العذبة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات حول أفضل الممارسات لإعادة استخدام المياه المعالجة في الري وتشجير المناطق الصحراوية، مع الاستفادة من خبرات «أكساد» في مكافحة زحف الرمال، وتثبيت التربة، وتحسين الغطاء النباتي في مناطقها الصحراوية.
وشدد «العبيد»، على أن «أكساد» تعمل على تنفيذ برامج لتحسين أصناف القمح وإنتاجيته في المنطقة، وكذلك تحسين سلالات الأغنام والماعز، حيث تهتم «أكساد» بتحسين سلالات الأغنام مثل «أغنام العواس» والماعز «الشامي» لزيادة إنتاجيتها من اللحوم والحليب، وهو ما يعود بالنفع على قطاع الثروة الحيوانية في السعودية.