هل يُعتبر حفل التخرج محرمًا في الإسلام؟ استشارة من أستاذ بالأزهر

هل يُعتبر حفل التخرج محرمًا في الإسلام؟ استشارة من أستاذ بالأزهر

أشار الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إلى أن من أبرز المظاهر التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم في الاحتفال هي تلك اللحظة التاريخية عند هجرته من مكة إلى المدينة، حيث استقبله أهل المدينة بفرحة كبيرة، حتى قال أنس بن مالك: «ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم بالنبي صلى الله عليه وسلم»، وكانت الجواري والأطفال يرددون: «قدم رسول الله»، مما يعكس مشروعية الفرح والاحتفال في الإسلام.

وأضاف الدكتور أحمد الرخ، خلال حلقة برنامج «مع الناس» الذي يُبث على قناة الناس، اليوم الأحد، أن هذا الموقف النبوي يوضح أن الفرح والسرور والاحتفال هو أمر مشروع في الشريعة الإسلامية، سواء في حفلات التخرج أو الأفراح أو المناسبات المختلفة، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يحظر الاحتفال، بل يهذبه ويقوّمه، ويعالج السلبيات التي قد تصاحبه، مثل الإسراف أو التعدي على حريات الآخرين.

كما لفت إلى أن أحد المظاهر السلبية في الاحتفالات هو ما يعرف بالإسراف، وهو تجاوز الحد فيما هو مباح، مؤكدًا أن عطاء الله دائم ولا ينفد، لكن يجب على الإنسان أن يكون مستعدًا لاستقبال هذا العطاء بقلب قريب من الله، وضرب مثالًا بأن العطاء الإلهي يشبه النهر الجاري، وكل إنسان هو الإناء الذي يغترف من هذا النهر، فإذا لم يمتلئ الإناء فالمشكلة تكمن فيه وليست في النهر.

وبيّن أن الله سبحانه وتعالى وزع العطاء بين البشر بحكمة، فكل فرد لديه نعمة معينة، سواء كانت المال أو العلم أو الخبرة أو النفوذ، وكلها تمثل مظاهر الجمال التي يجب أن تُنفق وتنشر بين الناس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده».

وأكد الدكتور الرخ أن الإسلام يسعى لنشر الجمال والخير بين الناس، وليس لاحتكاره أو إساءة استخدامه في الإسراف أو التبذير، مشددًا على أن الفرح مطلوب، ولكن مع مراعاة حقوق الآخرين واحترام مشاعرهم، دون إسراف أو إيذاء أو ترويع، فهكذا يكون الفرح في ضوء الهدي النبوي والشريعة الإسلامية.