
أكدت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الألفاظ النابية أو الشتائم التي قد تصدر عن الإنسان في لحظة غضب لا تُعتبر ناقضة للوضوء من الناحية الفقهية، فالنواقض المعروفة للوضوء تشمل ما يخرج من السبيلين أو ما في معناها.
وخلال حوارها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج «حواء»، الذي يُبث على قناة الناس، أوضحت أمينة الفتوى أن النبي ﷺ أرشدنا إلى أن المؤمن يجب أن يتحلى بالأخلاق الحميدة، فقال: «ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء»، لذا يجب على المسلم أن يحفظ لسانه، خصوصًا في حالات الخلافات والمشاحنات، كما أن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
وأشارت إلى قول عبدالله بن عباس رضي الله عنه: «الحدث حدثان: حدث الفرج وحدث اللسان، وحدث اللسان أشد وأعظم»، مما يدل على أن ما يصدر عن اللسان قد يكون له تأثير أكبر من الحدث الذي ينقض الوضوء
وأضافت أن فقهاء الشافعية وغيرهم استحبوا للإنسان، إذا صدر منه كلام سيء أو كذب أو غيبة أو سباب، أن يجدد وضوءه، ليس لأنه انتقض، بل لأنه يساعده في تهيئة نفسه للطهارة الكاملة، سواء كان ذلك في البدن أو القلب، ليقف بين يدي الله في صلاته بقلب خاشع ولسان طاهر.
وأكدت أن هذا الأمر يُعتبر من باب الاستحباب والحرص على نقاء الظاهر والباطن، وليس من باب الفرض أو الوجوب، لذا فمن صدر منه لفظ سيء، فليستغفر الله، ويجدد وضوءه إن شاء ليستعيد صفاء قلبه ونقاء جوارحه.