
في حدث مميز، يفتتح فرع الجامعة الألمانية بالقاهرة، يوم الاثنين المقبل، نموذجًا مصغرًا لمحاكاة المتحف المصري الكبير في العاصمة الألمانية برلين، بحضور الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والصحفيين والإعلاميين، وهو ما يعكس التزام مصر بتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يقدم المتحف عروضًا تفاعلية ولوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية، مع توفير وسائل إتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعل التجربة الثقافية شاملة للجميع.
وقد صرح الدكتور أشرف منصور بأن هذا النموذج المصغر يمثل جسرًا ثقافيًا يربط بين مصر وألمانيا، ويعكس رؤية الجامعة الألمانية في نشر ثقافة السلام والتفاهم من خلال التعليم والتراث الثقافي، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى تعزيز السياحة المصرية في أوروبا ودعم الاقتصاد المصري من خلال جذب الزوار المهتمين بالحضارة المصرية، وما يمثله المتحف المصري الكبير من صرح ثقافي شامخ أصبح اليوم وجهة مميزة للزوار وعلامة فارقة في المشهد الثقافي العالمي.
جدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير (GEM) شهد رحلة تصميم استثنائية بدأت في 7 يناير 2002، بدعم من منظمة اليونسكو ومساهمة مهمة من الحكومة الإيطالية، ضمن برنامج التعاون الثقافي التنموي مع مصر، حيث أُجريت دراسة جدوى شاملة وتم وضع الشروط المرجعية لإطلاق مسابقة معمارية دولية طموحة لتصميم هذا المتحف الفريد.
وقد تولت وزارة الثقافة المصرية تنظيم هذه المسابقة العالمية، حيث وجهت دعوة عامة عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني مخصص، للمعماريين والمكاتب الاستشارية المتخصصة من جميع أنحاء العالم، وكانت الدعوة واضحة لإطلاق العنان للخيال والإبداع لتقديم تصميم معماري فريد لهذا الصرح الثقافي الكبير.
نُظمت المسابقة على مرحلتين دقيقتين لضمان اختيار أفضل التصميمات، حيث بدأت المرحلة الأولى في 7 مايو 2002، وشهدت اهتمامًا هائلًا من 2173 معماريًا واستشاريًا من 103 دول مختلفة، وبحلول 17 أغسطس 2002، تقدم فعليًا 1557 مكتباً معمارياً واستشارياً من 83 دولة بمقترحاتهم الأولية لتصميم المتحف، وقد قامت لجنة فنية متخصصة بدراسة وتحليل هذه المشاريع بعناية فائقة، ثم تولت لجنة تحكيم دولية مرموقة اختيار أفضل عشرين مشروعًا للتأهل إلى المرحلة الثانية التي انطلقت في 17 نوفمبر 2002، حيث قدم العشرون متسابقاً المختارون من المرحلة الأولى تصميمات تفصيلية قابلة للتنفيذ، مع الأخذ في الاعتبار جميع الاشتراطات والمحددات الواردة في كراسة الشروط المرجعية، وفي يوم 17 مارس 2003، أعلنت لجنة التحكيم الدولية عن المشروع الفائز بالمركز الأول، وهو التصميم المعماري المتميز المقدم من تحالف المكاتب الاستشارية: «هنيهان بنج / آروب / بوروها بولد».
ولا يقتصر تميز المتحف المصري الكبير على تصميمه المعماري فحسب، بل يتجلى أيضًا في الاعترافات والجوائز الدولية التي حصدها، مما يؤكد مكانته كأيقونة عالمية، حيث حصل المتحف المصري الكبير (GEM) على العديد من الشهادات والجوائز الدولية، كان آخرها «جائزة فرساي» لأجمل المتاحف في العالم لعام 2024، كما حصل على جائزة ضمن فئة «مشروع العام العالمي» في حفل توزيع جوائز مستخدمي عقود FIDIC لعام 2024، ومُنح شهادة EDGE المتقدمة للمباني الخضراء في عام 2024، ليصبح بذلك أول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، وفاز بجائزة «أفضل مشروع في المباني الخضراء» في منتدى البيئة والتنمية عام 2022، كما حصل على ثماني شهادات أيزو (ISO) في مجالات الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة، ليُعد بذلك نموذجًا قياسيًا للتميز المعماري والالتزام بالاستدامة، ويُبهر العالم بجماله وإنجازاته.