
أعلن الدكتور صلاح عمر جوده، مدير عام مستشفى الشيخ زايد التخصصي، عن استقبال العيادات الخارجية بالمستشفى لحالة مريض يبلغ من العمر 43 عامًا، وقد تم تحويله من هيئة الرعاية الصحية بتشخيص أولي لسرطان القولون في الجانب الأيمن، وذلك في إطار التعاون المثمر بين أمانة المراكز الطبية المتخصصة وهيئة الرعاية الصحية، حيث كان يعاني المريض من آلام حادة في الجانب الأيمن من البطن وإمساك متزايد، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والأشعة، تبين وجود ورم في الجانب الأيمن من القولون بالإضافة إلى ورم آخر في الجانب الأيسر، وتم أخذ عينة من الورم لتحليلها.
وأضاف جوده أن نتائج التحليل الباثولوجي أظهرت وجود ورم سرطاني من نوع Adenocarcinoma، كما تم إجراء أشعة مقطعية بالصبغة على البطن والحوض والصدر للتأكد من عدم وجود ثانويات أو انتشار للورم. وأشار جوده إلى عرض المريض على لجنة الأورام متعددة التخصصات، والتي تضم رئيس الهيئة الطبية وممثلي وحدات الأورام والجراحة العامة، حيث وضعت اللجنة خطة علاج تضمنت ضرورة إجراء تدخل جراحي أولاً.
وفي سياق متصل، ذكر جوده أنه تم استخدام المنظار الجراحي المتقدم في المستشفى لأول مرة، والذي تم توريده مؤخراً بناءً على توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، خلال زيارته الأخيرة للمستشفى في ديسمبر الماضي 2024. وقد تم تشكيل فريق جراحي بقيادة الدكتور علي الأبيض، استشاري جراحات المناظير المتقدمة، وفريق التخدير بقيادة الدكتور تامر نبيل، أستاذ واستشاري التخدير، وتم تحضير المريض لدخول غرفة العمليات.
وأوضح الأبيض أنه تم إجراء استئصال كامل للقولون بشكل جذري مع تشريح الغدد الليمفاوية وإعادة توصيل الأمعاء الدقيقة بالجزء المتبقي من المستقيم، مع عمل جيب معوي لتحسين جودة حياة المريض، وذلك باستخدام المنظار الجراحي المتقدم ولأول مرة، بالإضافة إلى استخدام الدباسات الجراحية الخاصة بالأمعاء وجهاز الليجاشور. وقد استغرقت الجراحة حوالي 6 ساعات وتمت بالكامل بواسطة المنظار دون الحاجة إلى شق جراحي، ليخرج المريض بعدها إلى جناح الرعاية المركزة لمدة 24 ساعة، ثم تم نقله إلى إحدى غرف القسم الداخلي في حالة جيدة، وغادر المستشفى بعد 5 أيام للمتابعة بالعيادات الخارجية.
وقد أجريت الجراحة بالكامل على نفقة الدولة دون تحمل المريض لأي نفقات مالية. وفي ذات السياق، أشاد الأبيض بكفاءة المنظار الجديد، حيث أكد أنه يمثل إضافة كبيرة وإمكانية قوية لإجراء العديد من الجراحات المعقدة والمتقدمة، مما يسهل على الأطباء تقديم خدمات طبية متميزة ويجنب المرضى مخاطر وصعوبات وآلام الجراحات التقليدية. وفي ختام حديثه، أعرب جوده عن شكره وتقديره للدكتور خالد عبدالغفار، وللدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، على الدعم الكامل لتحسين مستوى الخدمة الطبية بالمستشفى، كما توجه بالشكر للفريق الطبي والتمريض على أدائهم المتميز.