
لم تحقق رحلة الأهلي في كأس العالم للأندية أي انتصارات، حيث اقتصرت على مرحلة المجموعات رغم التحضيرات الكبيرة التي سبقتها، بما في ذلك التعاقد مع مدرب جديد واستقطاب لاعبين بارزين، بالإضافة إلى الوصول مبكرًا إلى أمريكا.
رفعت إدارة محمود الخطيب سقف الطموحات بتعاقدها مع التونسي محمد علي بن رمضان، ونجم الزمالك أحمد سيد زيزو، ولاعب الخبرات محمود حسن تريزيجيه، وقلب الدفاع أحمد رمضان بيكهام، كما استعارت حمدي فتحي واستعادت خدمات آليو ديانج، مع انتظار تألق أشرف بن شرقي ووسام أبوعلي، إلى جانب الخبرات المكتسبة من المشاركات السابقة.
ظهرت مجموعة الأهلي بشكل متباين، في انتظار مواجهات قوية وتنافسية، حيث لم يظهر فيها عملاق كاسح بعد ابتعاد الأندية الأوروبية الكبرى عنها، وضمت المجموعة بورتو البرتغالي الجريح محليًا، وبالميراس الذي واجهه الأهلي في مناسبات سابقة، والمستضيف إنتر ميامي الذي يعاني من مشاكل خططية كبيرة.
دخل الأهلي منافسات المونديال مع عدة رهانات، أبرزها قدرات المدير الفني الجديد خوسيه ريفيرو، والمردود المتوقع من الصفقات الجديدة، وقدرة الفريق على بلوغ الدور الثاني وتحقيق أكبر استفادة مالية ممكنة.
عانى الأهلي من التوهان في المباراة الأولى أمام إنتر ميامي والثانية ضد بالميراس البرازيلي، حيث كان الفريق الذي يمتلك خيارات متعددة وقدرة على التنوع في طرق اللعب عاجزًا عن تقديم أداء مقبول في المباريات.
تكرر السيناريو ذاته، حيث تماسك الأهلي وضغط هجومي خلال الشوط الأول، مما أسفر عن فرص محققة وركلة جزاء ضد رفاق ليونيل ميسي، إلى جانب محاولات واعدة وركنيات متعددة أمام بالميراس، ثم تراجع الفريق وبطء في الأداء خلال الشوط الثاني، حيث أنقذ محمد الشناوي الفريق من الهزيمة أمام إنتر ميامي، بينما استقبلت شباكه هدفين من لاعبي السامبا.
ركز ريبيرو على حشد نجومه في المنتصف، تاركًا تريزيجيه كجناح أيسر، بينما عانى زيزو وإمام عاشور من الدخول المستمر إلى وسط الملعب، مما أتاح للمنافسين استغلال الأطراف وإرهاق الظهيرين.
أظهر الأهلي حضورًا بدنيًا قويًا خلال مباراة بورتو البرتغالي، حيث لعب بشجاعة على مدار الـ90 دقيقة مع تعديل خططي بالاعتماد على ثنائي وسط ميدان (بن رمضان – حمدي فتحي) بدلًا من الثلاثي خلال المباراتين السابقتين، ربما جاء هذا التعديل بسبب غياب مروان عطية بعد حصوله على إنذارين.
تزامن توهج الأهلي هجوميًا بعد فشله في هز الشباك خلال مواجهتي إنتر ميامي وبالميراس مع غياب دفاعي، حيث كانت هناك مساحات فارغة بين خطي الوسط الدفاعي والخلفي، بالإضافة إلى عدم الضغط على لاعبي الفريق البرتغالي، مما سمح بتسديدات خطيرة على مرمى الشناوي وانطلاقات مستمرة.
هدف التعادل لبورتو في الوقت القاتل عن طريق بيبي أفقد الأهلي فرصة مغادرة البطولة بشكل مميز بفارق نقطة عن المتصدر والوصيف، مع زيادة مليون دولار، وبانتصار على بطل أوروبي سابق في منافسة رسمية.
تتمثل أبرز التحديات بعد العودة من رحلة أمريكا في مدى نجاح رهانات الإدارة بقيادة محمود الخطيب خلال الموسم المقبل، وقدرة المدرب الجديد والصفقات الجديدة على إظهار فوارق كبيرة عن المنافسين في بطولة الدوري المصري واستعادة لقب دوري أبطال أفريقيا.
سيكون على ريبيرو، الذي دخل مرحلة الشك مبكرًا، الاستقرار على قوام أساسي وأسلوب خططي يرضي جماهير المارد الأحمر، فيما سيواجه محمد مجدي أفشة ومحمود حسن تريزيجيه وأشرف داري وأحمد نبيل كوكا ومحمد هاني وحسين الشحات اختبارات صعبة للتألق والإقناع مجددًا بعد الرحلة المونديالية.