وزير الزراعة: دعم حكومي قوي لتوطين صناعة اللقاحات والأدوية من أجل تعزيز الأمن الصحي والغذائي

وزير الزراعة: دعم حكومي قوي لتوطين صناعة اللقاحات والأدوية من أجل تعزيز الأمن الصحي والغذائي

أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تدعم جهود توطين صناعة اللقاحات والأدوية، حيث تعتبر هذه الجهود ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الصحي والغذائي لمصر، وهذا يعكس نجاح الشراكة بين القطاع الخاص والدولة في دعم الصناعات الدوائية، مما يوفر طاقة إنتاجية كبيرة تلبي احتياجات السوق المحلي وتساعد في التوسع في الأسواق التصديرية، وبالتالي يساهم في حماية الثروة الحيوانية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

جاء ذلك خلال زيارته لأكبر مجمع صناعي خاص بإنتاج اللقاحات البيطرية في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، والمقام في مدينة الصالحية الجديدة، حيث حضر المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وتضمنت الزيارة تفقد التوسعات الجديدة للمصنع، وخطوط الإنتاج، والقدرات التصنيعية، بالإضافة إلى مركز البحوث والتطوير والتدريب في مجال اللقاحات والجودة في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، والذي يعمل على البحث والتطوير بمختبرات متقدمة تضم 5 معامل تدعم الجهود المستمرة في تطوير لقاحات جديدة ومحسنة تتماشى مع التطورات والاحتياجات العالمية للقاحات، كما تم الاستماع إلى عرض تقديمي حول تاريخ نشأة الشركة وتطورها.

وأشار فاروق إلى أن السنوات الماضية قد شهدت أمثلة ناجحة للتعاون بين الدولة والقطاع الخاص، وقال إن من بين تلك الأمثلة تعاون وزارة الزراعة ومراكزها ومعاهدها البحثية، وعلى رأسها معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، مع الشريك الوطني شركة ميفاك في مواجهة تحديات كبيرة مثل السيطرة على مرض الحمى القلاعية، واحتواء انتشار الفيروسات، خاصة فيروس إنفلونزا الطيور، ومكافحة مرض الجلد العقدي.

وأضاف الوزير أن ذلك يعزز من أهمية الشراكة الاستراتيجية لمواجهة التحديات الطارئة التي تهدد الأمن الغذائي المصري، وأيضًا لحماية الثروة الحيوانية والداجنة من الأمراض الوبائية والعابرة للحدود، وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، والاعتماد على الإنتاج المحلي مما يقلل من استيراد اللقاحات من الخارج.

وأوضح فاروق أن هذه التوسعات تمثل ترجمة حقيقية على أرض الواقع لهذه الشراكة التي تعكس نقلة نوعية في القدرات الإنتاجية والتقنية، وإمكانية التوسع في تصدير اللقاحات البيطرية لدول أفريقيا والشرق الأوسط، مؤكدًا على جهود الدولة المصرية في دعم الصناعة من خلال تطوير البنية التشريعية والرقابية، وتشجيع الشراكات بين المراكز البحثية والقطاع الخاص.

وأكد وزير الزراعة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي أهمية كبرى لدعم صحة الإنسان المصري، من خلال العديد من المبادرات الرئاسية الهامة، وعلى رأسها «مبادرة حياة كريمة» لتنمية الريف المصري، والتي تلتها العديد من المبادرات مثل «100 مليون صحة» ومبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، وغيرها من المبادرات الهامة، وذلك لأن توطين هذا القطاع الحيوي يعتبر قضية أمن قومي، خاصة بعد تحديات توفير الإمدادات دوليًا أثناء تفشي وباء كورونا، مما دفع إلى بناء مخزونات استراتيجية وقطاع إمداد قوي متكامل من التعبئة حتى التوزيع والتخزين اللوجستي المركزي.

وأكد فاروق أن التوسعات الجديدة ليست مجرد توسعات صناعية فحسب، بل هي خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات البيطرية، وتقليل الاعتماد على الواردات، ودعم خطط الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع اللقاحات والأدوية البيطرية والبشرية.

ومن ناحيته، أعرب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، عن سعادته لتواجده في هذه المنشأة الصناعية الثالثة للشركة، والتي تُعد صرحًا صناعيًا وعلميًا، وتمثل إضافة قوية لمنظومة الصناعات الدوائية البيطرية في مصر، ونقلة نوعية على مستوى الإنتاج المحلي المتميز الذي يواكب المعايير الدولية.

وأشار محافظ الشرقية إلى أن المحافظة، بتاريخها الزراعي والاقتصادي العريق، تفخر دائمًا باحتضان مشروعات قومية وتنموية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفر فرص عمل حقيقية لشبابها، وتدعم التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات البيطرية، مؤكدًا أن المحافظة ستظل دائمًا بيئة جاذبة للاستثمار والإنتاج، وملتزمة بتوفير كل سبل الدعم للمستثمرين الجادين في إطار توجيهات القيادة السياسية الرشيدة، التي تضع تنمية الصناعة الوطنية في مقدمة أولوياتها.

دون محافظ الشرقية كلمة أكد فيها أن ما نشهده اليوم هو دليل واضح على أن الدولة، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تمضي بخطى ثابتة نحو دعم الصناعة الوطنية، وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، خاصة في المجالات الحيوية مثل قطاع الدواء واللقاحات البيطرية، لما له من تأثير مباشر على الأمن الغذائي والصحة العامة.

كما قدم محافظ الشرقية الشكر لوزير الزراعة واستصلاح الأراضي لدعمه الدائم والمستمر لكافة المشروعات الزراعية والصناعية المتعلقة بالإنتاج الحيواني والداجني، وكذلك لمجلس إدارة الشركة ولكل الأيادي الوطنية التي ساهمت في إنشاء هذا المشروع الحيوي، الذي يمثل نموذجًا يُحتذى به في الشراكة بين البحث العلمي والصناعة، بما يعزز من قدرات الدولة المصرية في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي.

ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي السيد رئيس مجلس الإدارة، أن التوسعات الجديدة تستهدف توفير لقاحات بيطرية آمنة وفعالة، فضلًا عن تعزيز البحث العلمي، وتطوير منتجات مبتكرة تتماشى مع أعلى معايير الجودة، مما يدعم تواجدها في أكثر من 42 دولة، ويضمن ريادتها في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بينما قال الدكتور أحمد القاضي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن استثمارات التوسعات الجديدة بالشركة تجاوزت 3 مليارات جنيه مصري تم ضخها خلال عامي (2024 و2025)، كما تخطط الشركة لاستثمار مبلغ إضافي يُقدر بـ 2 مليار جنيه مصري في منشآت وتقنيات متطورة خلال الفترة من 2026 إلى 2027، حيث تُسهم التوسعات الجديدة في إنتاج أكثر من 12 مليار جرعة من لقاحات الدواجن، وأكثر من 120 مليون جرعة من لقاحات المجترات، مما يجعل ميفاك واحدة من أكبر منتجي اللقاحات البيطرية في أفريقيا والشرق الأوسط.