
شهدت محركات البحث على جوجل زيادة ملحوظة من قبل العديد من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دول في قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث يبحث الجميع عن المواعيد الخاصة بكسوف الشمس المقرر في 2 أغسطس 2025 بالتوقيت العالمي UTC، جاء ذلك بعد انتشار ادعاءات مثيرة على منصات التواصل الاجتماعي تفيد بأن 9 دول حول العالم ستغرق في ظلام دامس في هذا اليوم، والذي يُعرف إعلاميًا بظاهرة «كسوف القرن» والتي ستستمر لمدة 6 دقائق، ويُعتقد أن هذا الكسوف الكلي النادر سيكون الأخير من نوعه في هذا القرن وفقًا لبعض خبراء الفلك.
بعد تداول هذه الادعاءات المثيرة للجدل، أصيب البعض بحالة من الذعر، بينما انخرط آخرون في نظريات وادعاءات لا تستند إلى أي دليل علمي، في وقت ظلت فيه وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» صامتة دون أن توضح الحقائق وتضع حدًا لموجة التضليل.
كسوف كلي للشمس في مصر – صورة أرشيفية.
من المتوقع أن يمر الكسوف الكلي في 2 أغسطس 2025 عبر أجزاء من أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومن بين الدول الرئيسية الواقعة ضمن مسار الكسوف الكامل: جنوب إسبانيا، «المغرب- الجزائر- تونس- ليبيا- مصر- السعودية- اليمن» وبعض دول شرق أفريقيا مثل «السودان- الصومال»، بينما سيشهد من يعيشون خارج هذا المسار كسوفًا جزئيًا يمتد على مساحات واسعة من أوروبا، وأفريقيا، وغرب آسيا.
كسوف قرن مميز
يمتاز هذا الكسوف بمحاذاة شبه مثالية بين الأرض والقمر والشمس، حيث سيكون القمر في أقرب نقطة له إلى الأرض ضمن مداره البيضاوي، مما سيمكنه من حجب الشمس بالكامل، مكونًا ظلًا عريضًا يصل عرضه إلى حوالي 258 كيلومترًا، ويمتد لمسافة تقارب 15,227 كيلومترًا عبر سطح الأرض.
هذا المسار الواسع، الذي يغطي أكثر من 2.5 مليون كيلومتر مربع، يجعل من هذا الكسوف واحدًا من الأطول والأوسع في التاريخ الحديث، على الرغم من أنه يغطي جزءًا محدودًا من سطح الأرض فقط.
كسوف الشمس.
من جانبها، نفت وكالة ناسا بشكل قاطع ما يُروّج له بشأن حدوث كسوف كلي في 2 أغسطس، موضحةً في بيان رسمي أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، بل إنه يؤدي إلى تشويه الحقائق الفلكية ويزرع الخوف بلا مبرر.
ولم تكتفِ الوكالة بالنفي، بل قدمت تفاصيل دقيقة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، مؤكدةً أن أي حديث عن ظلام شامل يغمر الكوكب بأسره «أمر غير ممكن علميًا».
الحدث الحقيقي: كسوف جزئي في سبتمبر
الحقيقة التي أكدت عليها ناسا هي أن الحدث الفلكي المقبل المتعلق بالشمس سيحدث في 21 سبتمبر 2025، وهو كسوف جزئي وليس كلي، مشيرةً إلى أن هذا النوع من الكسوف يحدث عندما يمر القمر بين الأرض والشمس دون أن يغطيها بالكامل، مما يجعل الشمس تظهر في السماء وكأنها هلالٌ مضيء.
وأضاف البيان أن الكسوف الجزئي لن يكون مرئيًا للجميع، بل سيقتصر على مناطق معينة من جنوب آسيا، وأجزاء من إفريقيا وأوروبا، بينما لن تتمكن القارتان الأمريكيتان من رؤيته إطلاقًا، وبالتالي فإن المشهد المنتظر ليس ظلامًا شاملًا، بل مجرد تغيير طفيف في شكل الشمس في السماء، لن يلاحظه كثيرون ممن يعيشون خارج نطاق الرؤية.
المواعيد الرئيسية لكسوف 2 أغسطس 2025 بالتوقيت العالمي UTC
بداية الكسوف الجزئي: 07:30
بداية الكسوف الكلي: 08:23
نهاية الكسوف الكلي: 11:50
ذروة الكسوف: 10:07