أمين الفتوى: "لا تعتبر عبارة ‘محدش يصلي عليّ’ قطيعة رحم، والأبناء يجب أن يراعوا مشاعر كبار السن"

<p><strong>أمين الفتوى: "لا تعتبر عبارة ‘محدش يصلي عليّ’ قطيعة رحم، والأبناء يجب أن يراعوا مشاعر كبار السن"</strong></p>

علق الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من سيدة تبلغ من العمر 72 عامًا، قضت حياتها في الحفاظ على صلة الرحم مع إخوتها، لكنها تواجه في الآونة الأخيرة ضغوطًا نفسية شديدة جعلتها تعبر في لحظة غضب قائلة: «لو جاء أجلي، محدش فيكم يصلي عليّ»، وسألت: «هل أنا بذلك أكون قد قطعت رحمي وعليّ ذنب؟»

وفي حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج «فتاوى الناس»، الذي يُعرض على قناة الناس، أكد الشيخ اليداك اليوم الجمعة أن مثل هذه الكلمات قد تصدر في لحظات الألم النفسي العميق، ولا تعتبر قطيعة رحم إذا تاب الشخص عنها واستغفر الله، مشيرًا إلى أن الإنسان كلما تقدم به العمر، تزداد حاجته إلى الكلمات الطيبة والاهتمام، وتجاهل هذه الحاجة قد يؤدي إلى جرح مشاعره ويجعل الكلمات القاسية تخرج كرد فعل.

وأضاف أن هذه العبارة مؤلمة، وتظهر نوعًا من الجفاء، ويجب على الشخص أن يتراجع عنها ويعبر قائلًا: «كنت في لحظة غضب، وأرجو أن يغفر الله لي، فأنا أحتاج دعاءكم ومساندتكم أكثر من أي وقت مضى»

وأوضح أمين الفتوى أن الوصية بعدم الصلاة على الجنازة أو عدم حضور أهل المتوفى دفنه لا تُنفذ شرعًا، لأنها وصية بما لا يملك الإنسان، فحضور الجنازة حق لأهل الميت وليس له، والناس يعزون أهل الميت، لذا لا تترتب على هذه العبارة آثار شرعية، لكنها تحتاج فقط إلى توبة واستغفار.

ودعا الشيخ حسن اليداك الأبناء والإخوة إلى فهم مشاعر كبار السن، ومراعاة التغيرات النفسية التي يمرون بها، والحرص على التلطف في القول والاهتمام المستمر، لأن ما يُقال في لحظة ضغط قد لا يُقصد به الجفاء، لكنه يكشف عن ألم يحتاج إلى احتواء ورحمة.