
أوضح المهندس جمال عبدالناصر، العضو المتفرغ السابق للمنطقة الشمالية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، أن المشكلات في الشبكة القومية للكهرباء لا تزال مستمرة، حيث توجد نقاط ساخنة في مناطق مثل الهرم، فيصل، والبدرشين، مما يستدعي تسريع إنشاء محطات محولات جديدة وتوفير تغذيات بديلة لا تقل عن جهد 220 ك.ف.
وأشار عبدالناصر في حديثه لـ«إقرأ نيوز» إلى أن الشركة تتبع إجراءات دورية لرصد هذه النقاط، حيث يتم إعداد تقارير شهرية من غرف التحكم وإرسالها للجهات المعنية، وأكد أن أي تأخير في أعمال الصيانة يتم مراجعته من غرف التحكم التي تبلغ الإدارات المختصة لمعالجة القصور بشكل فوري.
ونفى عبدالناصر وجود أي تقصير من العاملين بالشركة، مشيرًا إلى أن المشكلة تعود لموروثات قديمة تتعلق بعدم الانتظام في الصيانة الدورية ومراجعة الأحمال بدقة كافية، وأكد أن المشكلات ما زالت قائمة، حيث تتطلب إنشاء محطات محولات جديدة وتوفير تغذيات بديلة لا تقل عن جهد 220 ك.ف.
كما أكد عبدالناصر أن عدم تعاون بعض المحافظين، خاصة فيما يتعلق بتخصيص أراضٍ لإنشاء محطات محولات، يمثل عقبة كبيرة أمام تطوير الشبكة، حيث أشار إلى أن وزارة الأوقاف تبالغ في أسعار الأراضي بشكل غير مبرر، مما أدى إلى تعثر محاولات الشركة لشراء أراضٍ من المواطنين بسبب الأسعار المرتفعة.
وتحدث عبدالناصر عن محطة محولات جزيرة الذهب، مشيرًا إلى أن أحمالها مرتفعة جدًا، وأن هناك كابلين يمران أسفل نهر النيل قادمين من محطة البساتين، لكن وزارة الري رفضت منح التصاريح اللازمة لتعديتهما، مما دفع الشركة للبحث عن بدائل عبر محطة الهرم القريبة من أكاديمية الفنون.
وأضاف أنه رغم الجهود السابقة لإنشاء محطة محولات إضافية لتخفيف الأحمال عن محطة الهرم، إلا أنها لم تنجح، مما دفع الشركة لزيادة قدرات المحولات في محطات فيصل والهرم وجزيرة الذهب لمواجهة أي طوارئ، وكشف عن وجود خطة لتوسعة محطة البدرشين من جهد 66 إلى 220 ك.ف، مع وجود معوقات جغرافية وأمنية تعيق التنفيذ، كما أشار إلى أنه سيتم قريبًا طرح مشروع لإضافة محولين جهد 220 ك.ف بالمحطة.
ودعا عبدالناصر وزير الكهرباء وقيادات القطاع إلى اتخاذ قرارات جذرية بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية ومحافظة الجيزة، مؤكدًا على ضرورة إعادة توزيع الأحمال على محطات المحولات المختلفة، حيث تمتلك شركة جنوب القاهرة شبكة توزيع قوية في هذه المناطق، مما يتطلب إشراكها في التغذيات التبادلية لضمان استقرار التيار الكهربائي.
وأشار عبدالناصر إلى أن العام الماضي شهد انقطاعات واسعة في البدرشين بسبب خروج كابلين تابعين لمحطة غرب القاهرة، واستغرق إصلاحهما وقتًا طويلاً، كما أوضح أن أحد الأسباب الفنية لهذه الأزمات هو أن الكابلات تُدفن على أعماق محددة لتصريف الحرارة الناتجة عن الأحمال الكهربائية، لكن أعمال الطرق والكباري تتم أحيانًا دون التنسيق مع الشركة، مما يؤدي إلى تلف هذه الكابلات.
واختتم عبدالناصر بالتأكيد على أهمية الصيانات الدورية للكابلات لضمان استقرار الشبكة القومية وتفادي الأزمات المستقبلية، مشددًا على أن أي تقاعس في هذه الخطوة قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة الانقطاعات في المستقبل القريب.
يذكر أن عدة مناطق بمحافظة الجيزة شهدت خلال الأيام الماضية انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، شملت مناطق الهرم، فيصل، والبدرشين، وأجزاء من إمبابة والعمرانية، وسط شكاوى الأهالي من تضرر الأجهزة المنزلية، وقد أعلنت شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أن هذه الانقطاعات جاءت نتيجة أعطال مفاجئة في بعض الكابلات الرئيسية، وأن فرق الطوارئ تدخلت لإصلاحها في أقرب وقت ممكن.