انطلاق الملتقى الثاني والعشرين لمشروع «أهل مصر»: تعزيز المبادرات المجتمعية نحو مستقبل أفضل

انطلاق الملتقى الثاني والعشرين لمشروع «أهل مصر»: تعزيز المبادرات المجتمعية نحو مستقبل أفضل

انطلقت فعاليات الملتقى الثقافي الثاني والعشرين لشباب المحافظات الحدودية في قصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، وذلك ضمن مشروع «أهل مصر» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، حيث تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان بمحافظة القليوبية، تحت شعار «يهمنا الإنسان».

افتتح الملتقى الكاتب محمد ناصف، مستشار رئيس الهيئة للأنشطة الفنية والثقافية، والدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وأحمد يسرى، مدير عام الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، والمدير التنفيذي للملتقى، بحضور منى شعير مدير عام القصور المتخصصة، ومجموعة من القيادات الثقافية والتنفيذية.

في كلمته، نقل الكاتب محمد ناصف تحيات وزير الثقافة واللواء خالد اللبان لشباب أهل مصر، معبرًا عن سعادته بلقاء يجمع أبناء المحافظات الحدودية في مكان واحد، مؤكدًا أن الهيئة تلعب دورًا أصيلاً في احتضان طاقات الشباب ومواكبة تطلعات هذا الجيل الذكي الذي يستحق الدعم.

كما أشار «ناصف» إلى أهمية أن يعمل كل شاب في المجال الذي يحبه ويشعر بالشغف تجاهه، فالبداية الحقيقية للنجاح تكمن في العمل فيما نحب.

من جانبها، عبّرت الدكتورة حنان موسى عن سعادتها بانطلاق فعاليات الملتقى الذي يضم مجموعة متنوعة من الورش الفنية المكثفة خلال أسبوع واحد، حيث يجتمع عدد من الشباب الذين قد لا تجمعهم معرفة مسبقة، لكنهم يتلاقون من نقطة مشتركة.

وأوضحت أن الهدف الأساسي من الملتقى هو اكتشاف الذات من خلال فكرة رئيسة وهي «جودة حياتك»، مؤكدة أن الأنشطة ستساعد الشباب على اكتشاف مهاراتهم وتنميتها، والتي قد لا يكونوا على دراية بها من قبل.

وأضافت أن جميع القائمين على الملتقى مستعدون للاستماع إلى أفكار الشباب، لتشجيعهم على المشاركة في الورش التي يفضلونها، واصفة إياهم بأنهم «متدربو اليوم ومبدعو المستقبل».

وأكد مدير عام ثقافة الشباب والعمال أن الملتقى ليس مجرد فعالية، بل هو منصة حقيقية لتبادل الخبرات والأفكار، ودمج فعلي بين شباب المحافظات المختلفة من خلال الأنشطة المتنوعة، مع تذليل العقبات أمامهم، معربًا عن سعادته بأن مصر لم يعد بها شبر مهمش، واختتم حديثه بتقديم نماذج شابة حققت استفادة ملموسة من مشاركتها في ملتقيات سابقة.

تواصلت الفعاليات مع لقاء تعريفي بالورش المقرر تنفيذها خلال الملتقى، حيث تشمل 12 ورشة فنية وحرفية بمشاركة نخبة من المتخصصين، بهدف تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم الإبداعية.

وأوضح الفنان جلال عبد الخالق، مدرب ورشة «النحاس والعروسيك»، أن الورشة تستهدف التعريف بفنون النحت في جوهر الصدف، لإكساب الشباب مهارة مبتكرة في الحرف اليدوية.

وأشار عماد إبراهيم، مدرب ورشة «الخيامية»، إلى أن المشاركين سيتقنون فنون الخياطة اليدوية والتطريز بالقماش، وتنسيق الألوان باستخدام الخيوط والإبرة، لإنتاج أعمال تعكس التراث والهوية المصرية الأصيلة.

وقال أيمن السعدني، مدرب ورشة «الأركت»: إن الورشة تشمل تعليم الشباب كيفية تحويل قطع الخشب الصغيرة إلى تحف فنية، من خلال تدريبات على استخدام منشار الأركت

كما أوضحت المدربة أسماء خميس أن ورشة «المشغولات الجلدية» تتناول كيفية التفرقة بين الجلد الصناعي والطبيعي، إلى جانب تدريب على تنفيذ منتجات متنوعة مثل حافظات النقود والحقائب.

وأشارت نهى الكاشف، مدربة ورشة «الحلي»، إلى أهمية الورشة في تعليم تصميم وتنفيذ الحلي اليدوية باستخدام خامات متنوعة، لتشجيع الشباب على إنتاج مشغولات قابلة للتسويق.

وأوضح المهندس نادر حسن، مدرب ورشة «الريزن»، أن الورشة تشمل تدريبات على إنتاج قطع ديكورية وأعمال فنية باستخدام مادة الريزن الشفافة، مما يعزز خيالهم الإبداعي.

وأضافت المدربة أميمة رشاد أن ورشة «الفيانسيه» تتضمن التعريف بتقنيات الرسم والتلوين على الفخار بأساليب تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

كما شمل اللقاء التعريف بفن الديكوباج مع المدربة مها محب، التي أوضحت أن الورشة تركز على تحويل الخامات البسيطة والمستهلكة إلى قطع فنية جذابة باستخدام فنون القص واللصق والدمج، لتعزيز الذوق الفني لدى الشباب.

وفي جانب الفنون البصرية، أشار الدكتور محمد إسماعيل، مدرب «التصوير الفوتوغرافي»، إلى أن الورشة تهدف إلى تعليم أساسيات التكوين الفني للصورة، والتعرف على الفرق بين الإضاءة الطبيعية والصناعية، والأخطاء الشائعة في التصوير.

بدوره، أوضح الدكتور محمد ربيع، مدرب ورشة «الرسوم المتحركة»، أن المشاركين سيتعرفون على المبادئ الأولية لصناعة الأنيميشن، بدءًا من الفكرة وحتى التحريك البسيط باستخدام أدوات رقمية.

أما المخرج عمرو حمزة، فأوضح للشباب أن ورشة «البانتومايم» تستهدف تنمية مهارات الشباب الحركية من خلال هذا الفن الصامت.

واختتم اللقاء بحديث للمخرج أسامة عبد الرؤوف حول ورشة «الدراما المسرحية»، حيث أشار إلى أهميتها كمساحة لتدريب الشباب على مهارات التمثيل والإلقاء والعمل الجماعي، من خلال إعداد مشاهد درامية قصيرة.

جدير بالذكر أن فعاليات «الملتقى الثقافي الثاني والعشرين» تُنفذ عبر الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، وذلك في إطار برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وتستمر حتى 3 أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 120 شابًا وفتاة من المحافظات الحدودية الست، وهي: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر (حلايب، الشلاتين، أبو رماد)، الوادي الجديد، مطروح، وأسوان، بالإضافة إلى عدد من شباب المحافظة المضيفة للملتقى

كما يشهد الملتقى عددًا من اللقاءات التثقيفية، منها لقاء مع رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وآخر بعنوان «مواجهة الشباب للقضايا المجتمعية» يقدمه الدكتور إبراهيم عسكر، مدير عام البرامج الوقائية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان.

وتتضمن الفعاليات أنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة، منها دوري ثقافي ورياضي، ومشاهدة العرض المسرحي «حواديت» بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، إلى جانب حضور عروض السيرك القومي بالعجوزة، وتنظيم جولة حرة بشارع المعز بالقاهرة، بهدف تعزيز التبادل الثقافي والتعرف على المكونات الحضارية للثقافة المصرية.

يُعتبر مشروع «أهل مصر» أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والنساء، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لتشكيل الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.