
أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدروس التي يمكن استخلاصها من الزلزال الذي ضرب روسيا اليوم، مشيرًا إلى أن الزلزال كان بقوة 8.8 درجة، وهي قوة لم تشهدها البلاد منذ عام 1952، بالإضافة إلى قرب بؤرته من سطح الأرض، حيث كانت على عمق 21 كم، ومع ذلك كانت الأضرار الناتجة عنه نسبية وضعيفة، ولم تسجل أي وفيات.
وذكر شراقي عبر صفحته على فيسبوك أن هذا يعود إلى “لطف ربنا بهم”، حيث وقع الزلزال في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة، إضافة إلى أن قوة التسونامي الناتج عنه كانت محدودة بسبب طبيعة وميكانيكية حدوث الزلزال، وأشار إلى أن ارتفاع الأمواج في شرق روسيا لم يتجاوز 4 أمتار، وانخفضت بشكل ملحوظ كلما ابتعدت المسافة حتى وصلت إلى سواحل كندا وأمريكا الشمالية والجنوبية، والتي تبعد ما بين 4 إلى 10 آلاف كم، كما أن الاستعدادات في شرق روسيا واليابان كانت جيدة، حيث تميزت بجودة البناء ووعي السكان المحليين، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا في فهم خصائص التسونامي وتحذير السكان بالمعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب، مما ساهم في سرعة استجابتهم لإخلاء المناطق الساحلية.
وأشار إلى أن التوابع الزلزالية لا تزال مستمرة، حيث شهدت المنطقة عشرات التوابع المتوسطة التي تتراوح بين 5 إلى 6 درجات، بالإضافة إلى حوالي 8 زلازل بقوة تتراوح بين 6 إلى 7 درجات، وكل واحد منها قادر على تدمير دول غير مستعدة في أماكن أخرى، وقد تستمر هذه التوابع لعدة أشهر قبل أن تنخفض بنسبة 90% لسنوات، كما حدث مع توابع زلزال اليابان في عام 2011، التي لا تزال مستمرة ولكنها انخفضت حاليًا لأكثر من 95%.