
نسمة مسعود درويش، أكبر طالبة في الشهادة الإعدادية بمحافظة المنوفية، تبلغ من العمر 28 عامًا، قدمت مثالًا رائعًا على الإصرار والعزيمة في مواصلة التعليم بعد أن توقفت عنه لمدة 17 عامًا، حيث حصلت على مجموع 240 درجة بتقدير «جيد جدًا»، لتثبت أن العمر ليس سوى رقم وأن الحلم لا يحدد بوقت.
تحدثت نسمة، ابنة قرية سبك الضحاك التابعة لمركز الباجور في المنوفية، قائلة: «تركت الدراسة بعد الابتدائية لأساعد في رعاية أمي، وبعدها رعاية زوجة أخي، وبعد الزواج والأطفال شعرت أنني أضيع، كان حلمي القديم يتلاشى وسط مسؤوليات المنزل والطهي والواجبات، حتى جاء يوم تعرضت فيه للتنمر من إحدى الجيران، ومن هنا اتخذت قرار العودة للدراسة».
وأضافت: «عدت إلى الإعدادية من جديد، وكنت أذاكر مع أولادي ونذهب سويًا للدروس، وكنت دائمًا مصدر فخر لهم، وكانوا يشجعونني ويدعون لي».
وأكدت نسمة أن زوجها كان أكبر داعم لها، حيث كان يقول: «أنا لدي 3 أولاد، وأنتِ ابنتي الرابعة».
وتابعت: «المعلمون أيضًا كانوا سندًا حقيقيًا، حيث وفروا لي الكتب دون أن يأخذوا مني أي مبلغ، كانوا يطلبون مني الدعاء فقط».
وأشارت إلى أنها تستعد الآن للالتحاق بالمرحلة الثانوية، حيث أن حلمها الأكبر هو الالتحاق بالجامعة، قائلة: «أرغب في دخول كلية الحقوق لأصبح محامية، لأقف بجانب المظلومين، وهذا حلمي منذ زمن».