
ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، اليوم الأربعاء، مما أثار حالة من الهلع بين المواطنين، ودعت السلطات إلى إصدار تحذيرات واسعة شملت عدة دول في المحيط الهادئ مثل اليابان والصين والولايات المتحدة الأمريكية من خطر موجات تسونامي.
الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أوضح أن الزلزال وقع في المحيط الهادئ في منطقة تعرف بـ«دائرة النار»، التي تُعتبر من أكثر المناطق نشاطًا من حيث الزلازل والبراكين على مستوى العالم.
عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الافريقية العليا جامعة القاهرة – صورة أرشيفية.
وأضاف شراقي في تصريحات لـ«إقرأ نيوز» أن هذا الزلزال القوي أدى إلى توليد موجات تسونامي وصلت بالفعل إلى سواحل عدد من الدول مثل اليابان والفلبين، ومن المتوقع أن تمتد إلى الدول المطلة على المحيط الهادئ، بما في ذلك إندونيسيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة وسواحل أمريكا الجنوبية الغربية.
وأكد شراقي أن مصر بعيدة تمامًا عن تأثير هذا الزلزال، مشيرًا إلى أن احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط نادرة للغاية، لأن ذلك يتطلب وقوع زلزال قوي تتجاوز شدته 6.5 درجة على مقياس ريختر، بالإضافة إلى توفر خصائص جيولوجية معينة، مستشهدًا بحادثة تاريخية وقعت عام 365 ميلادياً، حين تسبب زلزال بقوة 8 درجات في جزيرة كريت في تدمير مدينة الإسكندرية وأسهم في نهاية الحضارة الرومانية في المنطقة.
رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، الدكتور شريف الهادي – صورة أرشيفية.
وعن تأثير الزلزال على مصر، أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن الزلزال لا يمثل أي تهديد للبلاد نظرًا لوقوعه على بعد يزيد عن 9300 كيلومتر من الحدود المصرية.
وأضاف الهادي لـ«إقرأ نيوز» أن الشبكة القومية للزلازل لم ترصد أي مؤشرات تدعو للقلق أو الإنذار، مشيرًا إلى أن البحر المتوسط لا يشهد عادة موجات تسونامي إلا في حالات نادرة جداً نتيجة زلازل قوية.
يُذكر أن الزلزال الذي ضرب روسيا اليوم وقع على عمق 18 كيلومترًا، وأدى إلى توليد موجات تسونامي تراوح ارتفاعها بين 3 إلى 4 أمتار، وصلت بالفعل إلى بعض المناطق الساحلية الروسية، ومنها بلدة سيفيرو كوريلسك التي يسكنها نحو 2000 شخص، وتسببت في أضرار مادية دون ورود تقارير مؤكدة عن وقوع ضحايا حتى الآن.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يُعتبر هذا الزلزال سادس أقوى زلزال مسجل في التاريخ الحديث، ويتساوى في شدته مع زلزال تشيلي عام 2010 وزلزال الإكوادور عام 1906، مما يعكس حجم الطاقة الهائلة التي تم إطلاقها.
اطلع أيضا: