أزمة مياه الشرب في قرى دمياط: أهالي العنانية يعانون من نقص المياه منذ سنوات

أزمة مياه الشرب في قرى دمياط: أهالي العنانية يعانون من نقص المياه منذ سنوات

أصبح انقطاع مياه الشرب بشكل متكرر أزمة تهدد حياة سكان بعض القرى في محافظة دمياط، حيث اعتاد الأهالي على فقدان هذه الخدمة خصوصًا في فصل الصيف، مما يجعل الحياة في هذه المناطق تبدو شبه مستحيلة.

في قرية العنانية التابعة لمركز دمياط، يعاني السكان من غياب المياه لفترات طويلة خلال اليوم، فلا يحصلون سوى على ساعة أو ساعتين كحد أقصى لتخزين احتياجاتهم من المياه قبل أن تعود الخدمة للانقطاع مرة أخرى.

انقطاع مياه الشرب بدمياط.

أما في منطقة البحيرة، وهي إحدى المناطق النائية في القرية، يعتمد السكان على سيارات مياه الشرب التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمياط، حيث أصبحت هذه السيارات المصدر الوحيد لتلبية احتياجاتهم من المياه.

انقطاع مياه الشرب بدمياط.

وفي منطقة العزبة المجاورة، يضطر الأهالي إلى السهر لساعات متأخرة من الليل في انتظار عودة المياه، حيث يجب عليهم أن يكونوا قد انتهوا من تخزين احتياجاتهم في غضون ساعة واحدة قبل أن تعود المياه للانقطاع مرة أخرى، وقد رصدت عدسة «إقرأ نيوز» معاناة هؤلاء السكان.

انقطاع مياه الشرب بدمياط.

تحدثت ليلي عيد، وهي سيدة في الأربعينيات من عمرها، عن تجربتها اليومية بالذهاب إلى قرية مجاورة لتوفير احتياجاتها من المياه، وعادت محملة بعدد من الأواني البلاستيكية بعد أن تمكنت من تخزين كمية بسيطة من مياه الشرب لها ولأسرتها.

قالت: «نعيش على هذا الحال منذ خمس سنوات، لا توجد مياه شرب تصل إلينا، نحن محرومون من هذه الخدمة تمامًا»، وتابعت: «نحن نكاد نموت من الحر ولا تصلنا أي نقطة مياه، حقًا لا نعرف كيف نعيش»

وأكملت حديثها قائلة: «أضطر للذهاب إلى قرية أخرى لتلبية احتياجاتي من المياه، بخلاف ذلك لا يمكننا العيش، سيارات الشركة تأتي ثلاث مرات في اليوم، وهذه مشهد صعب جدًا علينا جميعًا»

لمشاهدة الفيديو اضغط.

واصلت: «نعيش هنا في معاناة حقيقية، ولا نعلم إلى متى سيستمر هذا الوضع، نأمل أن يتحرك أحد لإيجاد حل»

على الجانب الآخر، تحدث جوهر، رجل في الثلاثينيات من عمره، وهو يتجول بدراجته البخارية محملًا ببعض الأواني الممتلئة بالمياه، قائلاً: «أقضي ساعات طويلة لتوفير احتياجات أسرتي من مياه الشرب، وأضطر للذهاب إلى قرى مجاورة للحصول على الماء»

أضاف: «لا نعرف متى ستنتهي أزماتنا مع مياه الشرب، ولكن يجب أن نجد حلاً، فالوضع الذي نعيشه غير إنساني على الإطلاق»

وأشار إلى أنه إذا كانت المشكلة تتعلق بالوصلات المنزلية، فهم مستعدون لتنفيذها، المهم هو أن نعيش وأطفالنا يحصلون على مياه صالحة للشرب.

ماجد خروبة، أحد أبناء القرية، قال: «نواجه انقطاعًا متواصلًا لمياه الشرب، كيف يمكن أن نعيش بهذه الطريقة، يجب أن يكون هناك تدخل عاجل لحل هذه الأزمة»

وأوضح: «هناك مناطق محرومة من المياه، ونضطر للاعتماد على سيارات المياه التابعة للشركة، بخلاف ذلك لا نحصل على أي مياه»

محمود رزق، أحد أبناء القرية، أكد: «يجب أن أكون مستيقظًا لمدة ساعة في اليوم لأخزن المياه، وغالبًا ما يكون ذلك في الرابعة فجرًا، بدون ذلك لا يمكن الحصول على أي شيء»

وأضاف: «خلال اليوم، المياه غير متوفرة، حقًا الحياة هنا صعبة ولا يمكننا التحمل»

في سياق متصل، أكد المهندس مجدي عطا الله، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمياط، أن الشركة تعمل على تطوير محطات المياه المغذية لهذه المناطق، مشيرًا إلى وجود خطة عاجلة لإنهاء كافة الأعمال خلال الأيام المقبلة.

وأوضح قائلاً: «نستقبل جميع الشكاوى ونعمل على فحصها لاتخاذ اللازم، مشيرًا إلى أن بعض المناطق تحتاج إلى تنفيذ وصلات منزلية حديثة، مما سيساهم في حل الأزمة بشكل نهائي»