
في أمسية مميزة، استضافت قلعة قايتباي في الإسكندرية احتفالية فنية رائعة بمناسبة العيد القومي الـ73 للمحافظة، حيث شهد الحدث حضورًا كبيرًا من المسؤولين والمواطنين، وكان هناك اهتمام خاص من ستة وزراء ومحافظين الذين حرصوا على الاستمتاع بالفقرات الفنية المقدمة خلال الحفل.
افتتح الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، فعاليات الاحتفالية في هذا المكان التاريخي، حيث حضر عدد من الشخصيات البارزة مثل علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، بالإضافة إلى محافظين آخرين وقيادات قضائية وأمنية، إلى جانب ممثلين عن الأزهر الشريف والطوائف الدينية المختلفة، وعدد من الشخصيات العامة ورموز المجتمع السكندري.
وفي كلمته، هنأ المحافظ أهالي الإسكندرية، مؤكدًا أن العيد القومي يعد من أهم المناسبات التاريخية لهذه المدينة العريقة، التي لطالما كانت منارة للعلم والإبداع، ومركزًا للحضارة والثقافة، مشيرًا إلى أن الإسكندرية كانت بوابة مصر البحرية إلى العالم، وأول العواصم بعد تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، حيث ازدهرت فيها العلوم والفنون، وكانت قلب الشرق الثقافي والديني لقرون طويلة.
كما أشار إلى أن الإسكندرية كانت وما زالت مصدرًا للعقول المبدعة والشخصيات الملهمة، فقد أنجبت عبر العصور العديد من الشخصيات العظيمة من مختلف الأصول، سواء كانت مصرية أو يونانية أو أرمينية، والذين برعوا في شتى المجالات من العلوم والفنون إلى الأدب والطب، حيث رفعوا اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية والمحلية.
وأكد المحافظ على أن الإسكندرية تحظى باهتمام ودعم كبير من القيادة السياسية في إطار رؤية مصر نحو التنمية المستدامة، مشيرًا إلى التزام المحافظة باستعادة مكانتها التاريخية وبريقها، الذي يليق بها وبأهلها المخلصين، كما أشاد بالزيارة الهامة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء للإسكندرية مؤخرًا، واصفًا إياها بأنها تعكس دعم الدولة لمحافظة الإسكندرية واهتمامها بتحسين جودة حياة المواطنين، حيث تم الإعلان عن مجموعة من القرارات والمشروعات التي ستعود بالنفع المباشر عليهم.
وجه المحافظ رسالة لأبناء الإسكندرية، مؤكدًا أن رؤيتهم للمستقبل واضحة وهي الإسكندرية 2030، مدينة ذكية خضراء مستدامة، حيث ترتكز هذه الرؤية على تحقيق تنمية متوازنة بين شرق وغرب المحافظة، مع التركيز على الاستثمار في التعليم والصحة والصناعة والسياحة، وتحسين جودة حياة المواطن.
وأضاف المحافظ قائلاً: “أؤكد لكم جميعًا أن الإسكندرية قد تمرض لكنها لا تموت، قد لا نملك كل شيء، لكننا نملك الكثير؛ نملك شعبًا واعيًا، وموقعًا فريدًا، وتاريخًا عريقًا يمتد لأكثر من ألفي عام، وفوق كل ذلك إرادة لا تنكسر وتصميمًا واضحًا على النجاح.”
في ختام كلمته، دعا الفريق أحمد خالد جميع أفراد المجتمع السكندري إلى المشاركة الفعالة، مشيرًا إلى أن المشروعات التنموية والثقافية لن تكتمل إلا بمشاركة كل فرد ليكونوا شركاء حقيقيين في حماية مكتسباتهم، والحفاظ على طابع مدينتهم الفريد، والمساهمة في بناء مستقبل يليق بالأجيال القادمة.
قدم الاحتفالية الإعلامي أحمد سالم، والتي تضمنت برنامجًا متنوعًا شمل فقرات فنية وثقافية واستعراضية قدمها شباب مديرية الشباب والرياضة، حيث عكست طاقات الإبداع لدى أبناء الإسكندرية، ورسائل فنية تعبر عن روح الانتماء والانفتاح الثقافي، وشهدت الأمسية حفلاً أوبراليًا مميزًا قدمته السوبرانو العالمية فرح الديباني، أول مصرية تغني على مسرح أوبرا باريس، حيث تفاعل الحضور مع أدائها الرائع ومشاركتها الوطنية في هذه المناسبة الخاصة، كما أخرج الحفل المخرج مصطفى فتوح.
خلال الاحتفال، تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة في المجالات العلمية والفنية والرياضية والأدبية، بالإضافة إلى تكريم خاص لنماذج ملهمة من ذوي الهمم والمساهمين في خدمة المجتمع السكندري.
تأتي هذه الاحتفالية في إطار حرص المحافظة على إبراز دور الإسكندرية التاريخي والثقافي، وتعزيز روح الانتماء والفخر بين المواطنين، من خلال تسليط الضوء على الرموز والشخصيات التي ساهمت في خدمة المجتمع، وأيضًا التأكيد على أهمية الفنون والثقافة كقوة ناعمة تميز المدينة عبر العصور.