قصص ملهمة: نجاح طلاب فلسطينيين من غزة إلى مصر رغم التحديات

قصص ملهمة: نجاح طلاب فلسطينيين من غزة إلى مصر رغم التحديات

في وقتٍ تلبدت فيه السماء بالظلام على غزة، وتحولت المدارس إلى أنقاض، والدفاتر إلى رماد، برزت ثلاث حكايات فلسطينية تنير الطريق من قلب المحنة، بين الحرب والغربة والحرمان، لم يُرفع العلم الأبيض، بل رُفع علم آخر: علم المعرفة والإرادة.

من بين الركام والصواريخ، ومن شوارع غزة المحاصرة إلى فصول القاهرة ودفاترها، رسم مصطفى السعافين وديما حازم ونسمة ياسين ثلاث لوحات تعبر عن الثبات والمقاومة، لم تكن هذه المرة بالحجارة، بل بالكتب والقلم.

في مدينة غزة التي أنهكها الحصار، ووسط مشاهد الدمار والدموع، وُلد «مصطفى بن محمد السعافين» في بيت مليء بنور العلم، نشأ في أسرة أزهرية، فجده ووالده من علماء الأزهر الشريف في فلسطين، فهو ابن الدكتور محمد السعافين، شيخ الطريقة الشاذلية وعضو المجلس الصوفي الأعلى في بيت المقدس.

في ركن صغير من بيت متواضع بالقاهرة، جلست أميرة، ثلاثينية، تضم ابنتها إليها، وسط إخوتها الذين يمثلون ما تبقى لها من أسرتها الكبيرة التي مزقتها الحرب، بينما يعلو صوت التكبير والأغاني فرحًا بنجاح أختهم، تختنق الكلمات في حلق ديما، التي حصلت على 93.7% في القسم الأدبي، وهي القادمة من قلب الحرب في غزة، تحمل في ذاكرتها آثار الحصار، وفي قلبها شظايا من ذاكرة مؤلمة لم يمحها الزمن.

في لحظة لم تختر توقيتها، وجدت نسمة نفسها مضطرة لمغادرة غزة، لم تكن مجرد مغادرة عابرة، بل قطيعة مؤلمة مع أشياء اعتادت عليها: جدران البيت، زقزقة العصافير، نداءات الجيران، دفء الأمكنة، ووجوه الأهل، كانت الحرب حينها تمضي بلا هوادة، ومع كل غارة، كانت فكرة الخروج تصبح أكثر إلحاحًا.