استمرار الأمطار الغزيرة: المياه تتجاوز مفيض الممر الأوسط للسد الإثيوبي – خبير يوضح التفاصيل

أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الثوابت المصرية في قضية سد النهضة، مشيرًا إلى أن مصر دائمًا تؤكد أنها ليست ضد التنمية في أي دولة، خاصة دول منابع نهر النيل، بشرط ألا تؤثر هذه التنمية سلبًا على الآخرين.
وأضاف شراقي عبر صفحته على فيسبوك، أن هناك تعاونًا ملحوظًا مع السودان وجنوب السودان وأوغندا والكونغو الديمقراطية وتنزانيا في مشروعات متنوعة، ومن أبرزها بناء سد جوليوس نيريرى في تنزانيا.
وأشار إلى أن وزير الخارجية المصري، د. بدر عبدالعاطى، يرد على التصريحات الإثيوبية المتعلقة بافتتاح سد النهضة في سبتمبر ودعوة مصر لحضور الاحتفال، بالتأكيد على حق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها المائية إذا تعرضت لأي ضرر.
ولفت إلى أن المقصود هنا هو حالة حدوث ضرر جسيم على المواطن لا تستطيع الحكومة منعه، وليس كما يفهم البعض أن مصر لم تتضرر من سد النهضة حتى الآن، فالأضرار واضحة بسبب حجز نحو 90 مليار م3 على مدار 5 سنوات، منها 60 مليار م3 مخزنة في البحيرة، بالإضافة إلى فقدان نحو 20-30 مليار م3 بسبب البخر والتسريب في باطن الأرض.
وأوضح أن الدولة استطاعت بفضل السد العالي وبعض التدابير والمشروعات التي كلفت الموازنة العامة أكثر من 500 مليار جنيه خلال سنوات ملء سد النهضة، الذي كان دافعًا قويًا لهذه المشروعات، ومنها إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي، وتحديد مساحة زراعة الأرز، وتطوير الري الحقلي، وتبطين الترع، واستبدال أصناف زراعية بأخرى موفرة للمياه، ومشروع 100 ألف فدان صوب زراعية وغيرها.
وقال أستاذ الجيولوجيا إن الباب ما زال مفتوحًا وسهل الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يضع قواعد للملء المتكرر والتشغيل لسد النهضة، خاصة بعد انتهاء الملء الأول على مدار 5 سنوات، والذي كان يشكل نقطة خلاف كبيرة في المفاوضات السابقة، ويفضل أن يكون هذا الاتفاق قبل الافتتاح الرسمي، وفي هذه الحالة فقط يمكن حضور مصر، غير ذلك فإن الدعوة للحضور تعتبر استخفافًا واستفزازًا لمصر والسودان، ووصفها وزير الخارجية بالعبث، كما ترفض مصر بشدة أي إعلان إثيوبي مستقبلي لإنشاء سدود أخرى على نهر النيل بقرارات أحادية، فمصر اليوم تختلف عن مصر 2011.
وأكد أن السحب تغطي معظم الهضبة الإثيوبية، والأمطار الغزيرة مستمرة، واقتربت المياه من أن تعبر أعلى مفيض الممر الأوسط لسد النهضة خلال أيام قليلة.