رحلة كفاح يومية: طفل المنيا يتحدى الصعاب للوصول إلى تدريب كرة القدم في القاهرة

رحلة كفاح يومية: طفل المنيا يتحدى الصعاب للوصول إلى تدريب كرة القدم في القاهرة

في حي هادئ بجنوب مدينة المنيا، عمّت الفرحة والزغاريد، حيث اجتمع الجيران وأهالي المنطقة للاحتفال بأسرة الطفل حسن أحمد حسن، بعد أن وفّر له نادي البنك الأهلي سكنًا وإعاشة، وذلك بعد انتشار صورته وهو يجلس على أرضية قطار عادي مرتديًا ملابسه الرياضية، مما يعكس الصعوبات التي يواجهها يوميًا في رحلته للتدريب لتحقيق حلمه بأن يصبح «محمد صلاح» جديد.

يقول أحمد حسن، والد الطفل، وهو صاحب محل لبيع الأعلاف: “قبل أن أبدأ حديثي، دعوني أسجد لله شكرًا، فالله لا ينسى التعب حقًا”، وذلك بعد تلقيه اتصالًا يُخبره بأنهم تواصلوا مع اللواء أشرف نصار، رئيس نادي البنك الأهلي، الذي وفّر لحسن سكنًا ووجبات غذائية، وقدّم الأب شكره للواء نصار

ويؤكد أحمد أن ابنه حسن، الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، يسافر يوميًا من المنيا إلى القاهرة لتلقي تدريباته في نادي البنك الأهلي، حيث تستغرق رحلته من السادسة صباحًا حتى العاشرة مساءً، وبسبب ارتفاع تكاليف السفر، يضطر لاستقلال القطار العادي، بتكلفة أقل من 50 جنيهًا للذهاب ومثلها للإياب، معبرًا: “ركوب القطار بمفرده معاناة، والشمس تكون حارقة طوال الرحلة، وغالبًا ما يضطر للوقوف طوال الطريق، وأحيانًا يجلس على أرضية القطار التي لا توفر الراحة”

وعن بداية مشوار حسن الكروي، فقد بدأ في الخامسة من عمره، ودخل عالم الأندية من خلال اختبارات نادي المقاولون العرب، حيث قضى هناك ثلاث سنوات، وبعدها خاض أولى اختبارات نادي البنك الأهلي، وبعد ثلاثة اختبارات صعبة، اقتنع به الكابتن بدر رجب، رئيس قطاع الناشئين، الذي يسعى لإحداث طفرة في النادي، وقرر ضمّ حسن إلى قائمة الـ18 لاعبًا.

حسن يحاول الاهتمام بمذاكرته خلال العام الدراسي، حيث يصطحب معه كتابًا للدراسة، ويأخذ بعض الدروس الخصوصية، وكان والده يرافقه في السفر خلال الصفين الرابع والخامس، ومن الصف السادس بدأ يعتمد على نفسه ويسافر بمفرده.

تقول فاطمة طلبة، والدة اللاعب حسن: “ابني تعب كثيرًا رغم أنه ما زال طفلًا، وأحاول أن أراعيه بكل الطرق، فنحن نوفر له كل احتياجاته الغذائية رغم أننا نحرم أنفسنا، ولحسن ثلاثة أشقاء آخرين هم: حمزة ومحمد وتقى وعبد الله، وهو أكبرهم، وقبل أن يتوجه لتمرينه، يُصلي فرضه والحمد لله، ونحن نعمل بما يُرضي الله”

أما حسن، الطالب في الصف الثاني الإعدادي، فإن مثله الأعلى هو كفاح الكابتن محمد صلاح، بالإضافة إلى عمر مرموش وزيزو، ويعتبرهم قدوة له في كرة القدم، ويحب طريقة لعب فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، ويلعب في مركز الجناح الأيسر، لكن طموح والده لا يقتصر على كرة القدم فقط، إذ يحلم بأن يتلقى نجله اهتمامًا تعليميًا وكرويًا، حتى يتفوق في الدراسة وليس في المجال الرياضي فقط.