
أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن العلوم الشرعية لا تُعتبر علمًا شرعيًا موثوقًا إلا إذا توفرت فيها ما يُعرف بـ «المبادئ العشرة»، وهي القواعد التي وضعها الإمام محمد بن على الصبان الشافعي، الذي توفي في عام 1206 هـ، وأكد أن هذه المبادئ هي التي تحدد ما إذا كان الأمر يُعتبر علمًا يُستند إليه أم لا.
وخلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» الذي يُعرض على قناة «dmc» اليوم الأحد، أشار الجندي إلى أن من بين هذه المبادئ: الحد، والموضوع، والثمرة، وفضله، ونسبته، والواضع، واسم الاستمداد، وحكم الشارع، ومسائله، وبعضها يُكتفى ببعضها الآخر
كما ذكر أن تفسير المنامات، على سبيل المثال، لا يُعتبر علمًا شرعيًا لأنه يفتقر إلى هذه الأركان أو المبادئ، وقال: «أي حد يقولك ده علم، قوله: ما عندوش المبادئ العشرة، يبقى مش علم بالمعنى الشرعي»
وانتقل الجندي للحديث عن الفرق بين القاعدة الفقهية والضابط الفقهي، حيث أوضح أن القاعدة أوسع وأشمل، وتُطبق على أبواب متعددة في الفقه، مثل قاعدة «الأمور بمقاصدها»، بينما الضابط يتعلق بمسألة أو باب محدد.
وشدد الجندي على أهمية فهم قاعدة «الأمور بمقاصدها» بقوله: «حسابك عند الله لا يكون على الصورة الظاهرة، بل على مقصدك من الفعل»، واستشهد بحديث النبي صل الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»
وتابع: «إذا رأيت رجلًا يعطي آخر مالًا، لا تحكم فورًا على الفعل بالحلال أو الحرام، فربما كانت صدقة، أو هدية، أو رشوة، أو عوض، أو مهر، أو استثمار… الله وحده يعلم النية، ونحن نحكم على المقصد، لا فقط على الصورة»