
تستمر أزمة انقطاع التيار الكهربائي في محافظة الجيزة، حيث وصل الانقطاع إلى أكثر من 16 ساعة متواصلة، ويبدو أن هناك تضاربًا في المعلومات، إذ أعلنت المحافظة عن إعادة التيار الكهربائي وعودة محطة مياه جزيرة الدهب للعمل، وبدء ضخ المياه تدريجيًا للمناطق المتأثرة حسب طبيعة المواقع والمرتفعات.
بينما أفاد مصدر من وزارة الكهرباء أن التيار لم يُعاد بعد، مشيرًا إلى أن الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء، وقيادات الوزارة لا يزالون يتابعون عملية الإصلاح.
تعاني العديد من المناطق في الجيزة من انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ورغم إعلان وزارة الكهرباء عن استعدادها الكامل لفصل الصيف، فقد شملت الانقطاعات مناطق مثل العمرانية، فيصل، المنيب، منيل شيحة، البدرشين، والمرازيق وغيرها، مما زاد من معاناة المواطنين.
تقول هدى عبدالحميد، ربة منزل من العمرانية، إن انقطاع التيار أدى إلى توقف الثلاجة عن العمل لساعات، مما تسبب في تلف المواد الغذائية المخزنة بداخلها، وتضيف أن هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها من هذه المشكلة، فقد تعرض موتور الثلاجة للحرق نتيجة تذبذب التيار قبل أشهر.
وتؤكد هدى على ضرورة إيجاد حلول سريعة لمثل هذه المشكلات، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب وسائل التهوية كالمراوح أو التكييف، مما يشكل خطرًا على الأطفال وكبار السن.
أما سعاد بهاء، فتقول إنها تعاني من انخفاض ضغط الدم، وأن الحرارة المرتفعة تؤثر على صحتها، مشيرة إلى أن غياب التكييف والمروحة لفترات طويلة قد يؤدي بها إلى حالة شبه غيبوبة خاصة في فترة الظهيرة.
فيما يوضح محمد مأمون أن انقطاع الكهرباء أثر أيضًا على المياه، نظرًا لاعتماد معظم البيوت على مواتير المياه لتوصيلها للأدوار العليا، مما اضطر الكثيرين لشراء المياه بسبب طول فترة الانقطاع.
ويضيف مأمون أن الانقطاع أثر كذلك على محطات الوقود، مما تسبب في تأثير كبير على أفران العيش، إذ أن نطاق الانقطاع الواسع وفترته الطويلة كان لهما تأثير ملحوظ.
ويشير محمد الزاهي إلى أن الخدمات الإلكترونية مثل تحويل النقود وشحن الرصيد تأثرت أيضًا، حيث لم يتمكن الناس من شحن هواتفهم، مما حال دون تواصلهم مع الآخرين.
ويلفت الزاهي إلى أنه لم يتمكن حتى من سحب الأموال من ماكينات الصرف، مما شكل أزمة حقيقية له، حيث لم يستطع الحصول على أموال بأي شكل من الأشكال.
من جهته، أوضح مصدر مسؤول في قطاع الكهرباء أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة دفع المواطنين للاعتماد بشكل مكثف على أجهزة التكييف والمراوح، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في استهلاك الكهرباء، حيث تجاوز الحمل الأقصى حاجز 38 ألف ميجاوات، وهو من أعلى المعدلات المسجلة في تاريخ استهلاك الطاقة الكهربائية في مصر، مما شكل ضغطًا كبيرًا على الشبكة القومية.
في هذا السياق، عقد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع رؤساء شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية، مؤكدًا على أهمية الجاهزية الفنية والتنسيق المستمر بين مختلف القطاعات لمواجهة أي طوارئ محتملة.