
في لحظة مؤلمة تجسد مزيجًا من الحزن والفجيعة، عاش سكان قرية صغيرة في محافظة المنوفية أوقاتًا عصيبة بعد أن فقدت أسرة فقيرة ابنتها وابنها في عامين متتاليين، حيث غرق الابن بينما توفيت الابنة نتيجة حزنها على نتيجة الثانوية العامة، وقد انتشرت حالة من الذهول بين الأهالي، خصوصًا أن الأم ربطت بين الحادثتين برؤية «غريبة» حلمت بها قبل أيام من الواقعة.
هاجر، الابنة التي كانت تُلقب بـ«الدكتورة» بين جيرانها، أقدمت على إنهاء حياتها بعد ظهور نتيجتها في الثانوية العامة، حيث لم تتجاوز 60%، مما أدخلها في حالة من الإحباط الشديد وعزلتها النفسية.
وتحدثت الأم، المكلومة، عن تفاصيل الليلة التي سبقت الكارثة، قائلة: «حلمت بابني عبد الرحمن الذي توفي غرقًا وهو في الخامسة عشرة من عمره، جاءني في المنام وقال لي: أنا جاي آخد هاجر» لم تتوقع الأم أن تكون هذه الرؤية نبوءة، لكنها لم تمر ساعات حتى وجدت ابنتها جثة هامدة بعد تناولها قرص حفظ الغلال السام، المعروف بسرعته في إنهاء الحياة
عبد الرحمن، الأخ الأكبر، كان مرتبطًا بأخته هاجر بشكل خاص، حيث تقول الأم: «كانوا روح واحدة في جسدين.. توفي عبد الرحمن السنة الماضية، وهاجر توفيت اليوم تقريبًا في نفس السن، حيث كانت تبلغ 15 عامًا أيضًا»
لم تتمكن هاجر من تحمل الصدمة، فقد كانت طالبة مجتهدة يشهد لها الجميع بالتفوق، وكان حلمها الأكبر هو الالتحاق بكلية الطب، ولذلك كانت تُلقب بـ«الدكتورة» حتى قبل أن تدخل الجامعة، ومع ظهور النتيجة، انطفأ كل شيء، لم تحتمل نظرات الشفقة، ولا كلمات التعزية، ولا حتى صمت المنزل الذي أصبح مليئًا بالحزن.
في مشهد مؤلم، كانت الأم هي من تولت غسل جثمان ابنتها، وقد روى من شهدوا الغسل أن الأم كانت تغسل جسد هاجر بدموعها، ولم تتوقف عن ترديد عبارة: «يا بنتي.. روحتى أخوكي؟!»