جذب المعرض المصري المصغر ونسخة «كونكتس» الثالثة في ألمانيا حشودًا كبيرة من الزوار

جذب المعرض المصري المصغر ونسخة «كونكتس» الثالثة في ألمانيا حشودًا كبيرة من الزوار

في قلب العاصمة الألمانية برلين، وعلى مدار أسبوع، تم تنظيم عدة فعاليات مصرية تعكس تاريخ وثقافة الحضارة المصرية، حيث شهدت تلك الفعاليات حضورًا كبيرًا من شخصيات أكاديمية وعامة من كل من ألمانيا ومصر، بمشاركة حوالي ١٨ سفيرًا، وقد بدأت الفعاليات بافتتاح معرض مصغر للمتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى النسخة الثالثة من «كونكتس» التي شهدت مشاركة نحو ٦٠٥ من الطلاب والخريجين، الذين حصلوا على ورش عمل وتدريب في مجالات الفنون والتصميم والإبداع، فضلاً عن مشروع «أطلس فلك» الذي يسلط الضوء على رائدات الفن البصري العربيات، مع التركيز على دور المرأة المصرية، بجانب معرض حول المشروع القومي للهوية البصرية المصرية، والذي يتضمن مناطق مثل الأقصر وأسوان والإسكندرية وجنوب وشمال سيناء، كما تم توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة الألمانية بالقاهرة GUC والجامعة الألمانية الدولية GIU.

وشارك في هذه الفعاليات عدد كبير من الشخصيات العامة، من بينهم الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية التي استضافت الأحداث في مقرها ببرلين، والدكتور محمد البدري، سفير مصر في ألمانيا، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، والسفير خالد جلال، سفير مصر السابق بألمانيا، ومستشار ورئيس مكتب غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في مصر، والدكتور بيتر جريسلر، المدير الوزاري لوزارة البحث والتكنولوجيا والفضاء الألمانية، وعمدة منطقة راينيكندورف الألمانية، إمينه ديميربيكن-فيغنر، وعبدالعزيز المخلافي، الأمين العام لغرفة الصناعة والتجارة العربية والألمانية.

وعن الفعاليات التي شهدتها برلين، أشار الدكتور أشرف منصور إلى أن «كونكتس» في نسخته الثالثة للشباب، بمشاركة أكثر من ٦٠٠ طالب وخريج من الجامعات المصرية، يمثل تجسيدًا حيًا للحضارة المصرية، خاصة أنه تضمن هذا العام معرضًا عن المتحف المصري، وهو العرض الدولي الأول للمتحف المصري الكبير بعد مشاركته السابقة في اليابان، التي تُعتبر الشريك الرئيسي لهذا المشروع.

كما أضاف أن المتحف المصري الكبير هو الأكبر في العالم، وهو المتحف الوحيد المخصص لحضارة واحدة، وسيمثل افتتاحه لحظة تاريخية يصعب تكرارها من قبل أي دولة أخرى، وإذا أرادت دولة ما محاكاة هذا الإنجاز، فعليها البدء بالتخطيط الجاد وبذل الجهود المكثفة.

وأشار إلى أن حضارة مصر الفرعونية وتأثيرها الممتد لأكثر من ٥٠٠٠ عام تمثل معجزة حقيقية، مما يجعلني أشعر بالفخر، حيث استطاعت الجامعة الألمانية بالقاهرة أن تخلق مشهدًا علميًا جديدًا وتعبيرًا أكاديميًا مبتكرًا من خلال الجامعات العابرة للحدود، أو ما يُعرف بـ«الجامعات الألمانية في الخارج».

وبخصوص مشروع «أطلس فلك»، أوضح الدكتور أشرف منصور أن الهدف منه هو تسليط الضوء على ريادة مصر في تمكين المرأة، حيث كانت المرأة ملكة ووزيرة وعالمة وفنانة وسياسية، وتكريمًا لهذا الإرث، نقدم معرض «تمكين الفنانات»، وهو مشروع نفذته الجامعة الألمانية بالقاهرة، ويضم أطلسًا يشتمل على ١٤٨ فنانة عربية ألهمن نصف العالم: المرأة كقائدة.

كما نعتز بتقديم مشروع فريد من نوعه، حيث تم تكليف الجامعة الألمانية بالقاهرة بمهمة إعادة صياغة الهوية الوطنية المصرية وتصميمها بصريًا وعمرانيًا، وقد تم تنفيذ المشروع بالفعل في سبع محافظات مصرية، وهو مشروع لم يُمنح لأي جامعة أخرى في العالم، مما يمثل مسؤولية وطنية كبيرة، ونطمح لأن نكون مواطنين فاعلين ومسؤولين في مصر، ونمد هذه الروح إلى برلين، وقريبًا إلى إفريقيا والمنطقة الأوسع.

ومن الجانب الألماني، قال الدكتور بيتر جريسلر، المدير الوزاري لوزارة البحث والتكنولوجيا والفضاء الألمانية، إن الطلاب هم المحرك الذي يبني جسور الثقافة بين مصر وألمانيا نحو الابتكار، مشيرًا إلى أن فعاليات كونكتس تمثل فرصة لمد جسور التعاون مع مصر، مضيفًا أن هناك قوى كثيرة تطالب بالمقاطعة في مختلف المجالات، ولكن الجامعة الألمانية ورئيس مجلس أمنائها الدكتور أشرف منصور دائمًا حريصون على التواصل مع الجميع، وهو ما يحتاجه العالم الآن.

كما أضاف ممثل التعليم الألماني أن ورش العمل في كونكتس تركز على الابتكار والتصميم، لأن الابتكار هو ما يقرب الناس من بعضهم البعض، وكل ورش العمل تمثل فرصة للعمل والابتكار، ونحن نؤمن دائمًا بالتواصل والتفاعل الحقيقي من خلال العمل والاحتفال سوياً والوقوف بجانب الآخر، قائلًا: «مصر وألمانيا بينهما إرث ثقافي كبير، وقد رأينا اليوم جزءًا من إرث مصر، وهو مبهر جدًا».

وأشار إلى أن التعليم العالي الألماني أضاف محاور جديدة، حيث أصبح الآن المقصد الثالث عالميًا للطلاب الدوليين، نظرًا لتفوقه في مجالات عدة، بالإضافة إلى أن الهيئة الألمانية للتبادل العلمي تمنح العديد من المنح الطلابية وتدعم الكثير من الجامعات العابرة للحدود، مثل الجامعة الألمانية بالقاهرة والجامعات مزدوجة التعليم، وأوضح جريسلر أن هذه الجامعات تلعب دورًا فعالًا في الاقتصاد الألماني، من خلال تخريج خريجين قادرين على العمل في ألمانيا، ويجب أن نشكر الجامعة الألمانية على ما تقدمه من دور مهم في هذا السياق.

وأكدت عمدة منطقة راينيكندورف، ببرلين، إمينه ديميربيكن-فيغنر، أن هذه الفعالية المميزة تجمع بين افتتاح معرض المتحف المصري الكبير وورش عمل كونكتس، في حدث يبني جسورًا دولية ويجمع بين المواهب الشابة ذات التنوع الثقافي والقوة الابتكارية.

وأضافت: يسعدني بشكل خاص إطلاق دورات «كونكتس ٢٠٢٥» الصيفية، التي تستقطب أكثر من ٦٠٠ شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٣٠ عامًا، من مجالات الذكاء الاصطناعي، والتصميم، والعمارة، والموسيقى، فهذه التخصصات هي التي تدفع نحو البحث، والإبداع، والابتكار، وتفتح آفاقًا متعددة من وجهات النظر المختلفة، مما يجعلها قادرة على تقديم حلول ومعالجات للتحديات التي نواجهها في عصرنا.

وأشارت إلى أن معرض المتحف المصري الكبير يمثل نافذة مبهرة على التاريخ العريق لحضارة أبهرت العالم لآلاف السنين، كما يدعونا للتفكير في المستقبل وكيف يمكن أن يسير التراث الثقافي جنبًا إلى جنب مع الابتكار الحديث.