على الرغم من المعاناة مع مرض نادر منذ طفولتها، وابتعادها عن المدرسة لفترات طويلة، استطاعت الطالبة ياسمين الكومي، ابنة قرية الغوري بمركز بركة السبع في محافظة المنوفية، أن تسطر واحدة من أروع قصص النجاح في ماراثون الثانوية العامة لعام 2025، حيث حققت 88% في الشعبة الأدبية.
ياسمين، التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا، وُلدت بضمور عضلي نادر، مما جعل حتى أبسط المهام اليومية تمثل تحديًا كبيرًا، تخضع لجلسات علاج طبيعي أربع مرات في الأسبوع تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، مما يتطلب منها الانتقال بشكل مرهق من منزلها إلى المستشفيات، لكنها لم تتراجع عن حلمها في استكمال التعليم، فحولت منزلها إلى فصل دراسي، واعتمدت على أسرتها كداعم لا يتزعزع.
لقد كان رحيل والدها قبل خمس سنوات نقطة تحول صعبة في حياتها، لكن شقيقها الأكبر، المهندس أحمد الكومي، قرر أن يتحمل مسؤولية الأب والأخ والصديق، فتخلى عن عمله وتفرغ لرعايتها، يحملها على كتفيه إلى جلسات العلاج، ويساعدها في الدراسة والمذاكرة حتى جاءت لحظة تلقيها نتائج نجاحها الكبير.
وبالرغم من كل التحديات التي واجهتها، لم تكن ياسمين مجرد طالبة مجتهدة، بل تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملاً، وتداوم على مراجعته، حيث تستمد من إيمانها طاقة صمود فريدة، جعلتها كما تصفها والدتها «أيقونة عزيمة لا تتكرر».
تقول والدتها، الموظفة، «ياسمين حلمها أن تلتحق بكلية الألسن، تتمنى أن تكون صوتاً يُسمع في مجال الترجمة والتواصل مع العالم، وأدعو الله أن يعوضها عن تعب السنين».