عودة الحياة للعقارات التاريخية في كورنيش الإسكندرية: اكتشف السحر من جديد (صور)

عودة الحياة للعقارات التاريخية في كورنيش الإسكندرية: اكتشف السحر من جديد (صور)

بعد سنوات من الإهمال، بدأت العقارات القديمة المطلة على كورنيش البحر المتوسط في الإسكندرية تستعيد حيويتها، حيث انطلقت شركة المقاولون العرب، التي تم تكليفها بمشروع الترميم والصيانة، في أعمالها على العقارات التي تعاني من أوضاع إنشائية خطيرة تهدد سلامة السكان والمارة، وذلك لإعادة إحياء هذه الواجهة السياحية المهمة للمدينة، والتي تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، خصوصًا في المنطقة الممتدة من محطة الرمل إلى قلعة قايتباي.

وفي إطار تنفيذ التوجيه الرئاسي، بدأت الإسكندرية بسرعة في ترميم الواجهات والمباني السكنية على الكورنيش، حيث تم إسناد الأعمال لشركة المقاولون العرب مع وضع خطة زمنية واضحة لإنجاز المشروع، والذي يشمل أيضًا تطوير العقارات ذات الطابع التاريخي والتراثي في المدينة، بدءًا من محطة الرمل وحتى قلعة قايتباي، على غرار مشروع تطوير القاهرة الخديوية، نظرًا لقيمة هذه المنطقة التراثية والمعمارية.

وأشار المهندس محمد قطب، نائب مدير فرع شركة المقاولون العرب بالإسكندرية، إلى أن الشركة بدأت بالفعل في ترميم ورفع كفاءة العقارات، حيث تم استلام 44 عقارًا وتوزيعها إلى ثلاثة مستويات حسب درجة التضرر: شديدة التضرر، ومتوسطة التضرر، ومتضررة، وبدأت الأعمال بالعقارات الأكثر تضررًا، وعددها 30 عقارًا، وفقًا لأولوية محافظة الإسكندرية.

وأوضح أن الأعمال تشمل إزالة الأجزاء المتهالكة وإعادة بنائها، وكذلك معالجة العناصر الخرسانية وفق الأساليب الهندسية المعتمدة، مع مراعاة الحفاظ على الطابع المعماري والجمالي للعقارات، مضيفًا أن هذا المشروع يحقق أيضًا درء المخاطر الناتجة عن تساقط أجزاء من الواجهات، مما يمثل خطرًا على المواطنين، كما تعمل الشركة أيضًا على تطوير واجهات عدد من العقارات التاريخية بالإسكندرية.

وأكد أنه سيتم تكثيف الأعمال لتحقيق الانتهاء من مشروع التطوير بحلول مايو 2026.

من جانبه، قال الدكتور هشام سعودى، نقيب المهندسين بالإسكندرية، إن هذه الخطوة ستساعد في حماية العقارات التراثية والمباني التاريخية المطلة على الكورنيش من الاندثار، خاصةً أنها تتأثر بشكل كبير بالعوامل الجوية وارتفاع الرطوبة.

وأشار سعودى إلى أن الهدف من المشروع هو مواجهة ظاهرة انهيار العقارات القديمة التي تشتهر بها الإسكندرية، حيث يعاني البعض منها من انهيارات جزئية أو كلية، رغم جهود المحافظة في احتواء الأزمة، مما يستدعي حلولًا شاملة للتعامل مع هذه المشكلة.

كما أشار إلى أن الإسكندرية تحتوي على أكثر من 1050 عقارًا تراثيًا، بعضها مطل على الكورنيش، ويتطلب تدخلًا عاجلًا للحفاظ على هذه المبانى التاريخية.

في هذا السياق، قال أحمد عبد الفتاح، المشرف العام على آثار ومتاحف الإسكندرية السابق، إن المدينة تعاني من إهمال مستمر لتراثها، مما أدى إلى انهيار بعض المباني التاريخية، مشددًا على ضرورة التحرك لإعادة الحياة لهذه المبانى بعد الانتهاء من المنشآت المطلة على الكورنيش.

كما أشار محمد جبريل محمد، عضو مجلس النواب، إلى أن العقارات القديمة على الكورنيش تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الطقس، مؤكدًا على أهمية تنفيذ مشروع الترميم وفق معايير دقيقة لضمان استدامته.

وطالب جبريل بأن تشمل أعمال الترميم عقارات أخرى على الكورنيش، نظرًا لخطورة حالتها، مشيرًا إلى أن الأعمال منتشرة في عدة أحياء مما يزيد من عبء المشروع.

من جهته، قال الدكتور محمد حسين الحمامى، إن هناك حاجة ملحة لترميم واجهات المئات من العقارات المطلة على الكورنيش، لضمان سلامة المواطنين والمارة.

وأوضح الحمامي أن العقارات تتنوع في حالتها الإنشائية، مما يستدعي التعامل السريع معها لتفادي المخاطر الناجمة عن الانهيارات.

بينما أكد أبو العباس فرحات تركى، على ضرورة اتخاذ إجراءات فنية عاجلة لحماية العقارات التراثية، مشددًا على أهمية دور الجهات المعنية في هذه المهمة.

وأضاف تركى أن الإسكندرية تحتاج إلى استراتيجية واضحة للحفاظ على تراثها، خاصةً مع وجود عدد كبير من العقارات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.