أستاذ طب نفسي يحذر: لا تضغطوا على أبنائكم في اختيار تخصصاتهم الجامعية، دعوهم يحددون مسارهم بأنفسهم

أستاذ طب نفسي يحذر: لا تضغطوا على أبنائكم في اختيار تخصصاتهم الجامعية، دعوهم يحددون مسارهم بأنفسهم

أوضح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن تدخل الآباء بشكل قهري في اختيارات أبنائهم للكلية الجامعية قد يتسبب في أضرار نفسية خطيرة، مشددًا على ضرورة احترام الأسر لرغبات أبنائهم والتعامل معهم كأشخاص بالغين قادرين على اتخاذ قراراتهم المصيرية.

وفي حلقة من برنامج «راحة نفسية»، الذي يُبث على قناة الناس، أشار المهدي اليوم الأربعاء إلى أن الحالات التي تتردد على العيادات النفسية لأبناء أُجبروا على دراسة تخصصات لا يحبونها تمثل إنذارًا للمجتمع، حيث يعاني بعض هؤلاء من تعثر دراسي مزمن أو فقدان الشغف، وقد يتحول الأمر أحيانًا إلى شكل من العقاب النفسي الموجه للآباء، من خلال الفشل أو التراخي المتعمد، وكأن الطالب يعبر عن موقفه بقوله: «لن أنجح لكم فيما أجبرتموني عليه»

كما أكد المهدي أن بلوغ الشاب أو الفتاة سن الثامنة عشرة يعني أنهم في مرحلة من النضج تسمح لهم بالاختيار، ولا ينبغي نزع إرادتهم بدعوى أنهم «لا يعرفون مصلحتهم»، مضيفًا أن الحوار والإقناع هما مساران أساسيان، لكن القرار النهائي يجب أن يكون بيد الطالب.

وأبرز المهدي أهمية التخطيط بمرونة، من خلال وضع هدف رئيسي وبدائل واقعية، وعدم اختزال المستقبل في كلية واحدة، مستشهدًا بحالة العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، الذي لم يتمكن من دخول كلية الطب رغم رغبته، فاختار كلية العلوم، وبرز فيها حتى أصبح من كبار علماء الكيمياء في العالم وحصل على جائزة نوبل، متسائلًا: «ماذا لو دخل أحمد زويل الطب؟ هل كان سيصبح زويل الذي نعرفه؟»

ودعا الأهل إلى الثقة بأبنائهم ودعمهم في خياراتهم بدلًا من فرض مسارات قد لا تتوافق مع مواهبهم أو ميولهم، مؤكدًا: «من حق الأبناء أن يُكملوا طريقهم بأقدامهم لا بأوامر الآخرين»