غرفة السياحة تكشف عن إمكانيات مسار ‘العائلة المقدسة’: فرصة لتحقيق 3 مليارات دولار سنويًا (تفاصيل مثيرة)

شهدت الدورة التدريبية المكثفة التي نظمتها غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالتعاون مع الكاتدرائية المرقسية بالعباسية إقبالًا كبيرًا من الشركات السياحية، وذلك في إطار مبادرة متكاملة تهدف إلى إحياء «مسار العائلة المقدسة» والترويج له كمنتج سياحي روحي فريد على مستوى العالم، مما يعكس أهمية السياحة الدينية كأحد أبرز روافد الاقتصاد السياحي.
وبحسب بيان، أقيمت الدورة تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك ضمن رؤية سياحية شاملة لإحياء المسار الذي يمثل كنزًا تاريخيًا ودينيًا وإنسانيًا لا يُقدّر بثمن، ويُعتبر من أندر أنماط السياحة الدينية التي تتميز بها مصر، كما تأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي يقدمه مجلس إدارة غرفة شركات السياحة برئاسة الدكتور نادر الببلاوي، لتأهيل جميع الشركات للعمل في الأنشطة السياحية المختلفة بما يسهم في زيادة عائدات القطاع السياحي على الاقتصاد الوطني.
تهدف الدورة إلى تأهيل الكوادر السياحية، لاسيما من الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال تزويدهم بالمعرفة الدقيقة حول مراحل ومحطات المسار الممتدة من سيناء إلى الدلتا وصعيد مصر، بالإضافة إلى الخلفيات الدينية والتاريخية وآليات الترويج الاحترافي داخليًا وخارجيًا.
قال نادر جرجس، منسق اللجنة الوزارية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة السابق ورئيس لجنة السياحة والتراث المصري بنادي روتاري، إن «مسار العائلة المقدسة» يمثل مشروعًا وطنيًا له بُعد روحاني وثقافي وإنساني، حيث يجسد الرحلة التي قامت بها السيدة مريم العذراء والمسيح عيسى عليه السلام، بصحبة يوسف النجار، والتي مكثوا خلالها في مصر لأكثر من ثلاث سنوات، مروا خلالها بأكثر من 25 موقعًا موزعة على 8 محافظات تضمنت:
«الفرما (شمال سيناء) – أولى المحطات بعد دخول مصر، تل بسطا (الزقازيق) – شربوا من بئر ماء هناك، سمنود (الغربية) – صُنعت لهم جرة من الفخار، وادي النطرون (البحيرة) – موطن الأديرة القديمة، كنيسة أبو سرجة (مصر القديمة) – من أقدم الكنائس، المعادي (القاهرة) – عبروا منها نهر النيل، جبل الطير (المنيا) – من أقدس المواقع المسيحية، دير المحرق (أسيوط) – أُقيموا فيه أطول فترة.
أوضح جرجس أن الدولة المصرية، بالتعاون مع الكنيسة، تبذل جهودًا موسعة لتطوير مواقع المسار، تشمل ترميم الكنائس والأديرة التاريخية، وتحسين الطرق والبنية التحتية، وتعزيز التأمين للمناطق المستهدفة، وتأهيل الرهبان بلغات متعددة، وتوفير لافتات إرشادية للسائحين، والتعاون مع الفاتيكان لاعتماد المسار رسميًا كأحد مسارات الحج العالمية.
أشار إلى أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان السابق، اعتمد الأيقونة الرسمية لمسار العائلة المقدسة وأدرج عددًا من مواقعه ضمن كتالوج الحج المعتمد لدى الفاتيكان في عام 2018، مما يمنح المسار شرعية دينية دولية ومكانة مرموقة على خريطة السياحة الدينية العالمية.
تعتبر العلاقات الوثيقة بين الفاتيكان والكنيسة، وزيارة البابا فرانسيس لمصر عام 2017، نقاط تحول كبرى في دعم هذا المشروع الروحي، وترسيخ صورة مصر كأرض مقدسة احتضنت الأديان السماوية الثلاثة.
من جهته، أكد هيثم عرفة، عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن «السياحة الدينية» تمثل فرصة ذهبية لتعظيم الإيرادات السياحية، مشيرًا إلى أن هذا النمط يجمع بين الاستدامة والعائد المرتفع وعمق التأثير الإنساني والثقافي.
أضاف أن رحلة مسار العائلة المقدسة للسياحة الوافدة تُعتبر من أهم المشروعات القادرة على جذب شرائح جديدة من السياح الروحيين، وإبراز الهوية القبطية المصرية عالميًا، وتنمية المجتمعات المحيطة بالمواقع الأثرية، والمساهمة في تعظيم موارد الدولة من النقد الأجنبي بما لا يقل عن 3 مليارات دولار سنويًا.
تُظهر تقارير منظمة السياحة العالمية أن مصر مؤهلة بقوة للاستفادة من هذا النوع من السياحة، حيث تشير البيانات إلى أن 27% من إجمالي عدد السائحين عالميًا (1.4 مليار شخص) يندرج تحت فئة السياحة الدينية.
اختتم عضو مجلس إدارة غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالتأكيد على أن مسار العائلة المقدسة هو رسالة حب وسلام من أرض مصر إلى الإنسانية، يعكس روح التعددية والتسامح، ويُعيد إحياء جذور التواصل الحضاري والديني، ويؤسس لمنتج سياحي فريد ومستدام يضع مصر في قلب خريطة السياحة الروحية العالمية.
شهدت الدورة مشاركة إيجابية قوية بإلقاء كلمات مؤثرة حول أهمية وتاريخ مسار العائلة المقدسة ومعلومات غزيرة عنه وكيفية استغلاله سياحيًا، وقد ألقاها كل من الدكتور إسحاق إبراهيم عجبان، أستاذ التاريخ القبطي وعميد معهد الدراسات القبطية، والدكتورة ماري ميساك كيبليان، الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، والدكتور سامح جمال سعد سليمان، أستاذ إدارة الفنادق ووكيل كلية السياحة والفنادق لشؤون خدمة المجتمع بجامعة حلوان، والدكتورة سهى عبد الوهاب، أستاذ الدراسات السياحية وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان.