اليوم: الأرض تسجل أقصر يوم في تاريخها! إليك التفاصيل المثيرة

اليوم: الأرض تسجل أقصر يوم في تاريخها! إليك التفاصيل المثيرة

تستعد الأرض لتسجيل مجموعة من أقصر الأيام في تاريخها خلال شهري يوليو وأغسطس 2025، وذلك بسبب تسارع غير متوقع في سرعة دورانها.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن هذا التغيير الذي يُقاس بأجزاء من الألف من الثانية (ملي ثانية) قد يبدو بسيطًا، لكنه يحمل أبعادًا زمنية وفلكية عميقة قد تؤثر على أنظمة الملاحة والأقمار الصناعية وكذلك الحسابات الزمنية العالمية.

وأشارت إلى أن الأرض تدور حول محورها مرة كل 24 ساعة، أي 86،400 ثانية، لكن منذ عام 2020 بدأت الساعات الذرية فائقة الدقة في تسجيل أيام أقصر من ذلك بعدة ملّي ثوانٍ.

كما ذكرت أن يوم 5 يوليو 2024 سجل أقصر يوم في التاريخ الحديث، حيث انتهى أسرع بـ1.66 ملي ثانية من اليوم القياسي.

وتشير التوقعات إلى أن الأرض ستسجل ثلاثة من أقصر أيام السنة وربما العصر الحديث في التواريخ التالية:

– يوم 9 يوليو 2025 بفارق 1.30 ملّي ثانية عن 24 ساعة، – يوم 22 يوليو 2025 بفارق 1.38 ملّي ثانية عن 24 ساعة، – يوم 5 أغسطس 2025 بفارق 1.51 ملّي ثانية عن 24 ساعة.

وأضافت الجمعية الفلكية أن هذه التواريخ تم تحديدها بناءً على حسابات فلكية دقيقة تجريها مؤسسات مثل خدمة دوران الأرض الدولية، وتظهر متى يكون الفرق عن 24 ساعة هو الأكبر خلال العام.

وفيما يتعلق بأسباب هذا التسارع الغامض، فلا يوجد تفسير واضح حتى الآن، لكن العلماء يدرسون عدة احتمالات منها:

1. تغيرات في نواة الأرض السائل: حركة التيارات داخل النواة قد تؤثر على سرعة الدوران، 2. ذوبان الجليد وتوزيع الكتلة: إعادة توزيع المياه من الأقطاب قد يُحدث تغيرًا طفيفًا في القصور الذاتي للأرض، 3. الزلازل الكبيرة: يمكنها إعادة ترتيب الكتلة الداخلية للكوكب، 4. القمر وتأثير المد والجزر: يلعب دورًا في تقليل أو تسريع دوران الأرض حسب موقعه

يتم الحصول على القياسات من الساعات الذرية فائقة الدقة، وخدمة دوران الأرض الدولية وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة الفرق بين الزمن الفلكي (UT1) والزمن الذري (TAI).

كما تابعت الجمعية: «ربما نحتاج إلى ضبط التوقيت العالمي في حال استمرار التسارع، وقد تضطر الهيئات الزمنية إلى تنفيذ إجراء غير مسبوق يُعرف باسم «الثانية السالبة»، وهو حذف ثانية واحدة من التوقيت العالمي المنسق (UTC) لتعويض الفرق بين الزمنين»

ولفتت إلى أن جميع «الثواني الكبيسة» التي أضيفت كانت موجبة (إضافة ثانية)، لكن حذف ثانية لم يحدث في التاريخ من قبل، ومن المتوقع أن يحدث هذا لأول مرة في عام 2029 إذا استمر نمط التسارع الحالي.

ويجب التأكيد على أن تأثير هذا الموضوع غير محسوس بالنسبة للجميع، فالحياة تستمر كالمعتاد، لكن بالنسبة للأنظمة الرقمية، حتى ملي ثانية قد تسبب اضطرابًا في أنظمة الملاحة GPS والأقمار الصناعية والخوادم البنكية وتوقيتات البث والرصد الفضائي.

من جانبها، تشير بعض الدراسات إلى أن ذوبان الجليد القطبي نتيجة الاحتباس الحراري يعيد توزيع الكتلة على الكوكب مما قد يسرع من دورانه قليلًا.

ويتابع العلماء بدقة، احتمالية إصدار نماذج محاكاة محدثة لتفسير هذه الظاهرة النادرة، وقد نشهد خلال السنوات المقبلة تعديلات رسمية على الزمن العالمية وربما نقلة غير مسبوقة في مفهوم ضبط الوقت.

هل يؤثر على حياة الإنسان اليومية؟

وقالت الجمعية الفلكية بجدة: إنه على الرغم من أن تسارع الأرض لا يشعر به الإنسان في حياته اليومية، إلا أنه يكشف عن ديناميكية معقدة داخل كوكبنا، ويذكرنا بأننا نعيش فوق آلة كونية دقيقة لا تزال تفاجئنا وتسابق الزمن