
تظهر الأبحاث أن النظام الغذائي الغربي، الذي يتأرجح بين حميات صارمة وأخرى مفرطة، قد يؤثر سلبًا على صحة الأمعاء والدماغ، حيث يُعرف هذا النمط بظاهرة «حمية اليويو».
في دراسة جديدة نشرت في مجلة «أدفانسد ساينس»، قام فريق من الباحثين من جامعة رين الفرنسية وجامعة باريس ساكلاي بإجراء مجموعة من الدراسات على الفئران، ووجدوا أن هذه الأنظمة الغذائية المتقلبة تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في بكتيريا الأمعاء.
هذا النوع من الحميات، المعروف أيضًا بـ«دورة الوزن»، غالبًا ما يتضمن اتباع خطط غذائية صارمة أو عصرية لفقدان الوزن، مما يؤدي إلى شعور بالجوع الشديد بسبب هذا التغيير المفاجئ وغير المستدام في العادات الغذائية، وعندما يعود الأشخاص إلى نمطهم السابق، ينتهي بهم الأمر بتناول كميات كبيرة واستعادة الوزن بل وزيادة.
بينما يُعرف أن اتباع نظام غذائي متقلب يعتبر فكرة سيئة مقارنة بالخيارات المستدامة، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة ارتباطه بمخاطر صحية أخرى، مثل زيادة احتمالية الإصابة بأمراض الكلى والقلب، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية التي قد تبطئ عملية التمثيل الغذائي.
في دراستهم، قام الباحثون بمحاكاة النظام الغذائي المتذبذب عن طريق إطعام الفئران بالتناوب نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون والسكريات، مماثل لما يتناوله الكثير من الغربيين، ونظامًا غذائيًا آخر منخفض الدهون على مدى عدة أسابيع.
عند العودة إلى النظام الغني، بدأت الفئران تُظهر علامات الشراهة في الأكل، وهذا التأثير لم يقتصر فقط على الفئران التي اتبعت حمية اليويو، بل شمل أيضًا تلك التي تناولت طعامًا صحيًا ولكن تم زراعتها ببكتيريا معوية «معدلة» من فئران أخرى.
ومن المثير للاهتمام أن الباحثين اكتشفوا أن التحولات في النظام الغذائي للقوارض قد أثرت على علاقتها بالطعام، مما يعزز الأدلة على أن الحميات العصرية وتأثير اليويو يمكن اعتبارها شكلًا من أشكال اضطراب الأكل.
كما أشار الباحثون إلى أنه من خلال تحليل أنماط الدماغ لدى الفئران التي اتبعت نظامًا غذائيًا معينًا، تمكنوا من ملاحظة أنها كانت تأكل من أجل المتعة وليس بسبب الجوع، وكأن آلية المكافأة في الدماغ قد أعيد برمجتها.
ورغم أنه من المبكر جدًا تحديد ما إذا كان هذا التأثير قابلًا للتكرار لدى البشر، إلا أن أي شخص عايش تجربة الحمية الغذائية المتذبذبة يمكنه أن يتذكر كيف أن تلك اللقمة الأولى من البرجر أو البطاطس المقلية بعد أسابيع من الامتناع عنها قد تكون مبهجة للغاية.