
أوضح اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن التعليم يعد من أهم أولويات الدولة، فهو الأساس في بناء الإنسان المصري، ويأتي ذلك في إطار توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التي تهدف إلى تحسين مستوى التعليم وإعداد أجيال تستطيع مواكبة التطورات الحديثة والانخراط في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مما ينعكس بشكل إيجابي على التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشار اللواء كدواني إلى أن المحافظة تسعى لإحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية، عبر خطة تطوير شاملة تتضمن إنشاء 54 مدرسة تحتوي على 931 فصلًا دراسيًا بتكلفة تصل إلى مليار و33 مليون جنيه، بالإضافة إلى توسيع 16 مدرسة، وإحلال وتجديد 10 مدارس، وتحديث 208 مدارس قائمة، بهدف تقليل الكثافات داخل الفصول، خصوصًا في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا.
كما أضاف المحافظ أنه يتم التوسع في مدارس التكنولوجيا التطبيقية من خلال افتتاح مدرسة “العناني” المتخصصة في الزراعة، فضلاً عن تعزيز قدرات المعلمين، حيث تم تدريب 100 معلم على استخدام المنصات الإلكترونية وطرق التعليم التفاعلي، مع تجهيز المدارس بشاشات ذكية وإنترنت فائق السرعة، وذلك في إطار خطة التحول الرقمي وتحديث أساليب التدريس.
وأوضح المحافظ أن المنيا حققت تقدمًا ملحوظًا في المجالات التعليمية والثقافية، حيث حصلت مديرية التربية والتعليم على المركز الأول والميدالية الذهبية دوليًا في معرض مصر الدولي للعلوم والتكنولوجيا EISTF، كما حققت مراكز متقدمة في مسابقات الجمهورية في مجالات مثل القرآن الكريم، والإلقاء الشعري، والإنشاد الديني، والألعاب الرياضية، والفنون، والتصوير، والإذاعة المدرسية، والتحقيق الصحفي، وتأليف القصص العلمية.
وشدد اللواء كدواني على أن المنظومة التعليمية في المحافظة لا تقتصر على التوسع الكمي فقط، بل تشمل أيضًا برامج تقوية للطلاب الضعاف في القراءة والكتابة في الصفوف الأولى، بالإضافة إلى توفير دعم نفسي واجتماعي للتلاميذ لمواجهة ظواهر مثل التنمر، مما يسهم في تحسين جودة التعليم والتنمية البشرية.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية التعليمية، أشار المحافظ إلى أنه تم تسليم 10 مدارس جديدة خلال العام الدراسي الماضي في مراكز (مغاغة، أبوقرقاص، بني مزار، مطاي، المنيا، سمالوط)، ويجري العمل على استكمال تطوير 77 مدرسة أخرى، بالإضافة إلى إسناد مشروعات جديدة تشمل 7 مدارس بإجمالي 151 فصلًا، وإنشاء 3 مدارس إضافية تحتوي على 65 فصلًا في (أبو قرقاص، بني مزار، مطاي).
وفي إطار المبادرات الوطنية لتعزيز البيئة التعليمية وتنمية رأس المال البشري في المناطق الأكثر احتياجًا، قال اللواء كدواني إن المحافظة تواصل جهودها بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة لرفع كفاءة 30 مدرسة داخل القرى، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجًا ناجحًا لتكامل الأدوار بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وأضاف أن أعمال التطوير شملت صيانة شاملة للبنية التحتية، وتجهيز الفصول بالأثاث الحديث، وتوفير بيئات تعليمية آمنة للأطفال من خلال إدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الشاشات الذكية والأدوات التعليمية التفاعلية، بالإضافة إلى برامج تدريب وتأهيل مستمرة للمعلمين والإدارات المدرسية لتعزيز مهارات التدريس والتعلم التفاعلي.
وأكد المحافظ أهمية الدور الحيوي لمؤسسات المجتمع المدني في دعم جهود الدولة نحو توفير تعليم نوعي ومتكامل لأبناء الريف، مشيرًا إلى أن التعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة أسفر عن تنفيذ برامج تنموية قوية شملت إقامة معسكرات تعليمية في بيئات مدرسية آمنة، وتدريب أكثر من 1,700 معلم و600 قيادة مدرسية، بالإضافة إلى إعداد 63 متخصصًا لدعم الطلاب في تنمية مهارات القراءة والكتابة، فضلاً عن توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، مما يساهم في تحسين جودة العملية التعليمية والحد من السلوكيات السلبية داخل المدارس، تحقيقًا لأهداف رؤية مصر 2030.