قنصل الصين بالإسكندرية: كيف ساهمت طريق الحرير والروابط الدينية والسياسية في تعزيز العلاقات المصرية الصينية

نظمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، ندوة ضمن البرنامج الثقافي لمعرضها الدولي للكتاب تحت عنوان «تاريخ الصين والاستعراب الصيني حتى العصر الحديث»، حيث تحدث في الندوة يانج يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، والدكتورة سحر سالم، أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، بينما قدمها الدكتور محمد الجمل، المشرف على مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية.
كما شهدت الندوة توقيع الكتاب الجديد «تاريخ الصين والاستعراب الصيني ومقارنته بالاستشراق الغربي حتى العصر الحديث»، الذي ألفه كل من السيد يانج يي والدكتورة سحر سالم، حيث قاما بإهداء عدد من نسخ الكتاب إلى مكتبة الإسكندرية.
وأشار الدكتور محمد الجمل إلى أن الندوة تسلط الضوء على مؤلف يتناول موضوعًا مهمًا جدًا وهو الاستعراب، موضحًا أن هناك فرقًا بين الاستعراب والاستشراق، حيث يشير الاستعراب إلى الدول الشرقية المهتمة بالدراسات العربية بينما الاستشراق نشأ في الغرب وغالبًا ما ارتبط بنزعة استعمارية.
وأكد أن الكتاب يتناول مراحل انتشار اللغة العربية في الصين، وهي مرحلة مهمة بدأت منذ منتصف القرن الماضي في جامعة بكين، ثم انتشرت في جميع المدن الصينية وازدهرت بشكل كبير في العصر الحديث، خاصة مع مبادرة الحزام والطريق.
وتحدث يانج يي عن العلاقات المصرية الصينية، مشيرًا إلى الزيارة الناجحة لرئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى مصر في الفترة من 9 إلى 10 يوليو، والتي لاقت اهتمامًا كبيرًا، حيث عقد اجتماعات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وتم التوصل إلى مجموعة من التوافقات أهمها تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون العملي وزيادة التبادلات الثقافية والإنسانية.
كما أشار إلى بعض جوانب التبادل الفكري والثقافي المعاصر بين الصين ومصر، والتي تمثل فصلًا مهمًا في تاريخ حوار الحضارات، مؤكدًا أن هذه العلاقات لم تكن وليدة اللحظة بل تطورت تدريجيًا عبر طريق الحرير، ومن خلال الروابط الدينية والعلمية والتجارية والسياسية، لتقدم نموذجًا مؤثرًا لتلاقي حضارتين عريقتين على أساس من الاحترام والتبادل والتكامل.
وتناول دور رحلات الحج في نقل الثقافة وتعزيز الحوار بين الحضارتين الإسلامية والصينية بعد دخول الإسلام إلى الصين، كما أشار إلى دور الترجمة المتبادلة للكلاسيكيات في تحقيق تكامل الأفكار، معتبرًا إياها جسرًا للتواصل بين الجوهر الروحي للحضارتين.
وأضاف أنه في النصف الأول من القرن العشرين، أصبحت الصين والعالم العربي حلفاء في مكافحة الاستعمار، حيث أصبحت المؤازرة السياسية بعدًا رئيسيًا في التبادل بين الجانبين، كما أدى ازدهار طريق الحرير البحري إلى نموذج تجاري فريد بين الصين ومصر.
من جانبها، قدمت الدكتورة سحر سالم عرضًا لأهم ما جاء في الكتاب، مشيرة إلى أن الكتاب يتكون من 200 صفحة وينقسم إلى جزئين، حيث يتناول الجزء الأول، الذي ألفه السيد يانج يي، الأسرات الصينية الحاكمة في العصور الوسطى، والعلاقات الصينية العربية في العصور القديمة والوسطى، ولمحات من تاريخ الصين والأسرات الحاكمة، بالإضافة إلى الحديث عن المرأة الصينية المعاصرة وإرث من التاريخ العريق، حيث أشار إلى أول امرأة صينية ورد اسمها في السجلات الصينية.
كما أشارت إلى أن الجزء الثاني من الكتاب، الذي قامت بتأليفه، يتضمن المسرح الجغرافي للصين، والأسرات الحاكمة في الصين في العصر القديم، ولمحات من تاريخ وحضارة الصين والأسرات الحاكمة بما يتوازى مع العصر الإسلامي، بالإضافة إلى موضوع المرأة والعرش في الصين، والصين وعالم البحر المتوسط.