
استضافت جامعة القاهرة برئاسة د.محمد سامي عبدالصادق، النسخة الرابعة من «ملتقى شباب المعرفة» تحت شعار «اقتصاد المعرفة والتنمية البشرية»، والذي يقام برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بحضور عدد من الشخصيات البارزة مثل الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمستشار محمود فوزى وزير الشؤون النيابية والقانونية والاتصال السياسي، وجمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وتستمر فعاليات الملتقى على مدار يومي 20 و21 يوليو الجاري، في إطار الشراكة المستمرة بين الطرفين لتعزيز الابتكار وتمكين الشباب في دفع عجلة التنمية المستدامة لمجتمعاتهم.
في بداية كلمته، أعرب الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، عن شكره للدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، لاستضافة هذه النسخة من الملتقى، مشيرًا إلى أن الجامعة تُعتبر منارة فكرية وأعرق منابر العلم في الشرق الأوسط، مؤكدًا على أهمية دور الشباب العربي في التعرف على الشخصيات العامة التي أسهمت في مجال المعرفة، وهو ما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تؤكد على ضرورة استثمار رأس المال البشري كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف «صبحي» أن الملتقى يُعقد في إطار التعاون بين وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف تعزيز الابتكار والمعرفة، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وتمكين الشباب لصياغة مستقبل اقتصادي معرفي، مؤكدًا على دور المعرفة كمحرك أساسي للتقدم في العالم الحديث، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تطوير قدرات الشباب المصري وتحويل تصوراتهم إلى مستقبل مالي واقتصادي قائم على المعرفة، نظرًا لأنهم الأكثر فهمًا للتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها.
وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز البحث العلمي والابتكار لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المختلفة ومحو الأمية الرقمية، وأن الوزارة تمتلك القوة الشبابية الفاعلة وتُطلق برامج لبناء القدرات الشبابية وتنفذ عدة مشروعات لدعم الابتكار، إلى جانب الأنشطة الرياضية المتنوعة.
ورحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق بالحضور في جامعة القاهرة العريقة، التي تمثل صرحًا أكاديميًا ومنارة للعلم والمعرفة، مشيرًا إلى أن النسخة الرابعة من ملتقى شباب المعرفة تجمع بين طموحات الشباب العربي ورؤية المؤسسات العريقة التي تؤمن بأن المعرفة هي الأساس لصناعة المستقبل.
كما أشاد بجهود وزارة الشباب والرياضة المصرية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في التعاون البناء الذي يُجسد روح التكامل العربي في دعم الشباب وتمكينهم من خلال العلم والمعرفة والتقنيات الحديثة.
وأكد رئيس جامعة القاهرة أن المعرفة أصبحت القوة الأكثر تأثيرًا في مسارات التنمية والتحول الاقتصادي والاجتماعي، وأن الجامعة تؤمن بأن دورها لا يقتصر على التعليم فقط، بل يتعداه ليكون محركًا للنهضة وحاضنة للإبداع، مشيرًا إلى إطلاق الجامعة لاستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، التي تُعد الأولى من نوعها في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، وأنشأت أول شركة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، مع تعزيز البحث العلمي التطبيقي ودعم الابتكار وريادة الأعمال.
وأضاف أن ملتقى شباب المعرفة ليس فقط فرصة لاكتساب المهارات والتفاعل مع أحدث التوجهات العالمية، بل هو دعوة مفتوحة لكافة الشباب العربي ليكونوا شركاء فاعلين في رسم ملامح الغد وصناعًا للتغيير الإيجابي، مشددًا على أهمية أن يكون الطموح طريقهم نحو التميز.
وأوضح أنه يتطلع إلى أن يكون الملتقى نقطة انطلاق فعالة لأفكار جديدة وشراكات ملهمة ومبادرات تقود المنطقة العربية نحو آفاق أوسع من التنمية والاستدامة.
خلال الجلسة النقاشية الثانية للملتقى، أكد رئيس جامعة القاهرة أن الجلسة قدمت نموذجًا مثاليًا لمحاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تم إطلاقها في مارس 2023، حيث تضمنت مشاركة وزارة الشباب والرياضة وجامعة القاهرة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وأن هذا التكامل يُعد أحد أهم أوجه التنمية البشرية.
كما أشار إلى أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب، وقد اتخذت العديد من الخطوات في هذا الإطار، مثل إطلاق استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي، وإصدار سياسة الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وإنشاء مكتب لحماية حقوق الملكية الفكرية، مما يساهم في تقديم معلومات ومعارف للطلاب من داخل الجامعة وخارجها، مؤكدًا على تقديم الدعم الكامل للشباب وإكسابهم المهارات والمعارف اللازمة، وأن الخطة الاستراتيجية للجامعة 2025-2030 تأتي في إطار رؤية مصر 2030.
بدوره، أعرب جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن أهمية تنظيم الملتقى في نسخته الرابعة ضمن الرؤية الاستراتيجية للمؤسسة التي تضع تمكين الشباب في صميم توجهاتها، مؤكدًا أن الاستثمار في المعرفة هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان الذي يُبني عليه تقدم الأمم.
كما وجه الشكر لجمهورية مصر العربية، قيادة وحكومة وشعبًا، على استضافة هذا الحدث الذي يمثل نقطة جديدة للانطلاق نحو مستقبل عربي أكثر معرفة وإشراقًا، مشيرًا إلى التحولات المعرفية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم، مما يتطلب تعزيز مهارات التعلم مدى الحياة وقدرة الشباب على التكيف والابتكار.
واستعرض المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة محاور الملتقى، التي تشمل ريادة الأعمال، والتحديات التي تواجه المشروعات الناشئة، ومواجهة المعلومات المُضللة في العصر الرقمي، وتكامل التعليم الرسمي وغير الرسمي، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ودور الفنون في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وابتكارًا.
من جانبه، أوضح الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أننا نعيش في عصر تتسارع فيه التغيرات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، وأن التحولات الحالية تهدد حوالي 44% من المهام في سوق العمل، بينما ستظهر 97 مليون وظيفة جديدة نتيجة التحول نحو الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن العالم يعاني من فجوة في المهارات، مما يستدعي تطوير مهارات العاملين بحلول عام 2027، معلنًا عن توفير 500 منحة تعليمية بتكلفة تبلغ 200 ألف دولار لوزارة الشباب والرياضة لإعادة تأهيل وتدريب الشباب العربي.
وأضاف أن الشباب دون سن الثلاثين يشكلون أكثر من 60% من السكان، وأن مصر تضم نحو 30 مليون شاب وشابة قادرين على قيادة التطوير والنمو إذا تم تزويدهم بالمهارات والمعرفة، مؤكدًا أن التحدي يكمن في تحويل المعرفة إلى فرص حقيقية للعمل والريادة والمشاركة المجتمعية، وأن النسخة الرابعة للملتقى تمثل منصة استراتيجية لبناء جسور بين الشباب لجعل المعرفة متاحة للجميع.
تضمنت الجلسات النقاشية للملتقى موضوعات متنوعة مثل «اقتصاد المعرفة والتنمية البشرية، وصياغة سياسات تنموية في عصر اقتصاد المعرفة، والتكامل بين الحكومات والمؤسسات الدولية في دعم اقتصاد المعرفة ورأس المال البشري». كما حضر فعاليات افتتاح الملتقى عبدالباسط المرزوقي القائم بأعمال سفير دولة الإمارات بمصر، والدكتور هاني تركي، وعدد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات، بالإضافة إلى جمع غفير من الشباب المصري والعربي.
يُعتبر الملتقى منصة فكرية رائدة تستقطب الشباب وصنّاع القرار من مختلف المجالات لتبادل الرؤى والأفكار وبحث التحديات لإيجاد حلول مبتكرة تسهم في تعزيز اقتصاد المعرفة ودعم ريادة الأعمال وتزويد الشباب بمهارات الاستعداد للمستقبل، وترسيخ التعاون الإقليمي والدولي بين مختلف الجهات المعنية بدعم الشباب.