تواجه الحاصلات الزراعية في محافظة دمياط أزمات مستمرة، تتراوح بين نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى موجات الحرارة المرتفعة الناتجة عن التغيرات المناخية القاسية التي تمر بها المنطقة، مما أثر سلبًا على عدد من الحاصلات الزراعية في المزارع، وهذا بدوره أثر على جودة تلك الحاصلات.
يقول «محمد عبدالعال»، أحد مزارعي مدينة كفر البطيخ: «نواجه مخاطر كبيرة هذا الموسم بسبب التغيرات المناخية، ذبول المحصول وتساقطه قبل موعد حصاده يعد من المشاهد التي تثير قلق الفلاحين»
ويتابع: «مزارع الطماطم التي بدأت زراعة العروة الصيفية هي الأكثر تأثرًا بهذا الوضع، حيث بدأ المحصول في التساقط قبل أن ينضج بسبب التذبل، وهناك زراعات أخرى قد تتعرض لنفس المصير مثل الفلفل الأخضر والباذنجان والبطاطس، جميع هذه الحاصلات مهددة بسبب التغيرات المناخية»
وأوضح سامي عبدالهادي، مزارع من دمياط: «على الرغم من الإجراءات التي قمنا بها لمواجهة التغيرات المناخية، إلا أن الوضع لا يزال خطرًا على مستقبل المحصول، وقد يمتد التأثير إلى الحاصلات الشتوية أيضًا، وهذا ما نعمل على تجنبه الآن»
وأضاف: «خسائر كبيرة تعرض لها البعض منا نتيجة تغير المناخ، إنتاجية الفدان تأثرت وكذلك جودة المحصول، ومع ذلك نجحت محاولاتنا في إنقاذ الموسم حتى الآن»
وأكد مجدي عويس، مزارع آخر: «ارتفاع تكاليف الإنتاج أصبح مصدر قلق للمزارعين، نضطر لتزويد الأراضي بالأسمدة لحماية المحصول، وهذا الأمر مرهق ماديًا للفلاح خاصة مع نقص المعروض من السماد في الأسواق»
وأوضح: «ندرك تمامًا مدى تأثير التغير المناخي على مستقبل الزراعات، نتكبد تكاليف عالية للإنتاج، وقد لا نتمكن من تحقيق العائد المادي المناسب في نهاية الموسم، أو ربما نشهد ارتفاعًا في أسعار السلع في الأسواق»
متابعة دورية لآثار التغيرات المناخية
من جانبه، أكد المهندس خالد عبدالسلام، وكيل وزارة الزراعة بدمياط، أن هناك متابعة دورية لآثار التغيرات المناخية على الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن المديرية تتعامل مع هذا التحدي من خلال مجموعة من الإجراءات التي تساعد المزارعين في تجاوز الأزمة، موضحًا أن هناك زيارات ميدانية مكثفة لتوجيه المزارعين وتقديم النصائح الفنية المناسبة للتعامل مع موجات الحرارة.
وأوضح وكيل زراعة دمياط أن تعديل مواعيد الري وزيادة التسميد الورقي لمساعدة النباتات على تحمل الإجهاد الحراري، هي خطوات بدأت المديرية في اتباعها لحماية المحصول الصيفي من هذا الإجهاد، مشيرًا إلى أن ذلك سيساعد في تحقيق الهدف والحفاظ على الزراعات الصيفية داخل المحافظة.
كما أشار «عبدالسلام» إلى أن المديرية تعمل بالتنسيق مع مركز المناخ الزراعي لتقديم التوصيات الفنية وفقًا للبيانات الجوية، كما يتم إعداد نشرات دورية للمزارعين لتوعيتهم بكيفية الوقاية من الأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية.