قناة السويس تسهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السفن بـ55.4 مليون طن في 2023: تقرير بيئي هام

حظى أداء قناة السويس خلال أزمة البحر الأحمر باهتمام دولي وإشادات واسعة، حيث رصدت التقارير التحليلية والإخبارية من عدة منصات ومواقع ملاحية دولية هذا الاهتمام في الآونة الأخيرة.
ووفق بيان صدر اليوم السبت، وفي سياق التغطية الإخبارية الدولية لعبور حاملة السيارات «BYD XI’AN» لقناة السويس، أشادت منصة Off shore energy بقدرة قناة السويس على الصمود لمدة تقارب العامين في مواجهة الاضطرابات التي تفرضها الأوضاع الراهنة بمنطقة البحر الأحمر، في ظل عمليات إعادة توجيه واسعة النطاق للتجارة حول رأس الرجاء الصالح.
وأكد موقع «India shipping news» أن نجاح عبور إحدى أضخم حاملات السيارات في العالم للقناة يبرز المرونة التشغيلية للقناة ودورها المركزي في استيعاب عودة ظهور حاملات السيارات وسط أنماط التجارة المتغيرة بسبب اضطرابات البحر الأحمر، كما أشار موقع «trade winds news» إلى تلك الجهود التي تعكس تطلع مصر نحو آسيا أملا في زيادة حركة مرور ناقلات السيارات في قناة السويس رغم التحديات الموجودة في منطقة البحر الأحمر.
بينما أكدت دراسة أوروبية حديثة نشرتها المنصة العالمية «Off shore energy» الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس، باعتبارها الممر الملاحي الأقصر والأسرع والأكثر استدامة على المستوى الملاحي والبيئي، لما تحققه من استقرار لسلاسل الإمداد العالمية وخفض لمستوى الانبعاثات الكربونية الضارة.
وأوضحت الدراسة التي أعدها فريق بحثي أوروبي بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون بجامعة جوتنبرغ بعنوان «تكاليف اضطرابات سلسلة التوريد البحري» زيادة المخاوف البيئية، حيث اتخذت العديد من الخطوط الملاحية طرقا بديلة لقناة السويس نتيجة أزمة البحر الأحمر.
وأظهرت تحليلات الدراسة ارتفاع مستوى الانبعاثات الكربونية الناجمة عن طول الرحلات وأوقات الانتظار لسفن مجموعة ميرسك التي حولت مسارها بعيدا عن قناة السويس إلى 44574 طن في فترة تعليق الملاحة المؤقت بقناة السويس في مارس 2021 خلال أزمة جنوح السفينة «إيفرجيفين».
وتستهدف الدراسة الاستفادة من النتائج واستخدامها كمعطيات تساهم في تحليل أثر أزمة البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية في الوقت الراهن.
وتؤكد هيئة قناة السويس ريادتها في مجال الاستدامة البحرية، حيث حققت وفرا في الوقت والمسافة مقارنةً بالمسارات البديلة، مما يساهم في خفض استهلاك الوقود بنسب تتراوح من 10 إلى 90% وفقا لمينائي القيام والوصول، وما يترتب عليه من خفض الانبعاثات الكربونية الضارة.
وتشير التقارير الملاحية لقناة السويس إلى مساهمة القناة في خفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون من السفن بنحو 55.4 مليون طن خلال عام 2023 مقارنة بالمسارات البديلة، وتوفير الوقود بحوالي 16.9 مليون طن.
بينما توضح التقارير الرسمية للقناة زيادة حجم الانبعاثات العالمية الناتجة عن الشحن البحري خلال عام 2024 بنحو 33.3 مليون طن، إلى جانب ارتفاع في استهلاك الوقود بحوالي 10.2 مليون طن، وذلك نتيجة إبحار العديد من الخطوط الملاحية بطريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس بسبب التحديات الأمنية بمنطقة البحر الأحمر.