
اليوم، انضم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى مجموعة من الشركاء والجهات المعنية في مجال الصحة النفسية لإطلاق التحالف الإقليمي الذي يركز على الصحة النفسية والوقاية من تعاطي مواد الإدمان.
هذا التحالف سيوفر منصة لتنسيق الاستراتيجيات وتعزيز التأثير الجماعي، مما سيمكن الأطراف المعنية من إحداث تغييرات جذرية في كيفية التعامل مع قضايا الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي وتعاطي مواد الإدمان في جميع أنحاء الإقليم، كما سيساعد على الانتقال من الوصم إلى التمكين، ومن العقاب إلى الوقاية، ومن الانعزال إلى الاندماج، ومن التشرذم إلى العمل المنسق والفعال.
التصدي لقضايا الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان يشكل تحديًا كبيرًا على المستويين العالمي والإقليمي، وفي ظل تزايد الاحتياجات وقلة الموارد، يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات استراتيجية موحدة، فلا يمكن لأي جهة أو قطاع مواجهة هذه التحديات بمفرده.
التحالف يضم أطرافًا مؤثرة من المجتمع المدني التي تعمل في الصفوف الأمامية في مجال الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان، حيث يقود العديد من هذه الأطراف أشخاص تأثروا بشكل مباشر، ويشمل عملهم مجالات مثل الوقاية وإعادة التأهيل والمناصرة وتقديم الخدمات وإصلاح السياسات، ويعتبر أصحاب التجارب الشخصية عنصرًا حيويًا يجب إشراكهم كشركاء وقادة، وليس كمستفيدين أو رموز.
تسبب حالات الصحة النفسية والاضطرابات الناتجة عن تعاطي مواد الإدمان أضرارًا جسيمة للأفراد والأسر والمجتمعات في إقليم شرق المتوسط، حيث يعاني واحد من كل ستة أشخاص من حالة نفسية، كما أن تعاطي مواد الإدمان في تزايد مستمر، حيث تصل نسبة البالغين المتأثرين إلى 6.7%، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي، بينما لا يتلقى العلاج إلا عدد قليل منهم، وفي بعض الدول تصل الفجوة العلاجية إلى 90%، ويعزز الوصم هذه الفجوة، مما يدفع الناس إلى الصمت والعزلة.
تقول المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان حسن بلخي: «إطلاق هذا التحالف الإقليمي اليوم يمثل خطوة مهمة في تنفيذ الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا ضمن المبادرة الإقليمية التي تهدف لتسريع إجراءات الصحة العامة المتعلقة بتعاطي مواد الإدمان، وهذه المبادرة التي أقرتها دولنا تدعو إلى تحول حاسم من الاستجابات المجزأة إلى نظم متكاملة، ومن الإهمال المؤسسي إلى الرعاية المجتمعية، ومن السياسات المفروضة إلى سياسات يشارك الناس في وضعها»
كما أن مشاركة أصحاب التجارب الشخصية ومنظماتهم تعتبر محورية في خطة العمل الإقليمية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ (2024-2030) والمبادرة الإقليمية التي أقرها الاجتماع الحادي والسبعون للجنة الإقليمية لشرق المتوسط في أكتوبر 2024.
للمضي قدمًا، ستعمل المنظمة وشركاؤها على وضع خطة عمل تدعم أنشطة التحالف بما يتماشى مع برنامج عمل المنظمة في مجال الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان.
التحالف يستضيف حاليًا منصة تفاعلية بالتعاون مع شبكة العمل العالمية للصحة النفسية، بقيادة الاتحاد من أجل الصحة النفسية العالمية، ويضم أكثر من 50 منظمة وخبير يشاركون في أنشطة تشمل المناصرة وبناء القدرات وتعزيز الصحة النفسية والوقاية من تعاطي مواد الإدمان، بالإضافة إلى تقديم خدمات العلاج أو إعادة التأهيل ودعم وضع السياسات والتشريعات.
التحالف، وهو الأول من نوعه في الإقليم، يهدف إلى تمكين أصحاب التجارب الشخصية لدعم جهود المنظمة في مجال الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان، كما سيدعو إلى تعزيز الالتزام السياسي والرؤية، وإعداد وتنفيذ برامج لمكافحة الوصم وتقليل التمييز الذي يواجهه المصابون باضطرابات نفسية وعصبية وإدمانية، بالإضافة إلى إدماج الصحة النفسية ومكافحة تعاطي مواد الإدمان في حزمة الخدمات الأساسية للتغطية الصحية الشاملة المقدمة من خلال الرعاية الصحية الأولية، وكذلك في استراتيجيات التأهب والاستجابة للطوارئ والتعافي منها.