
تحول الحب إلى هجوم، والتصفيق إلى اتهامات، والهتاف إلى صمت غاضب، بعدما قرر المهاجم الفلسطيني وسام أبوعلي خوض تجربة احترافية جديدة بعيدًا عن أسوار «التتش»، في توقيت لم يكن مقبولًا لجماهير النادي الأهلي.
أثار هذا القرار موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، مما دفع اللاعب إلى إغلاق حسابه الرسمي على «إنستجرام»، بعد أن تعرض لسيول من الرسائل المسيئة والتعليقات الغاضبة، في تجسيد درامي لتحول العلاقة بين جماهير كانت بالأمس تهتف باسمه، واليوم تنعته بـ«الخائن» و«الهارب».
وفقًا لمصادر مطلعة داخل النادي، فإن أبوعلي تمسك بالرحيل، بعد تلقيه عروضًا جادة من عدة أندية، أبرزها من الولايات المتحدة وقطر والإمارات، وهي خطوةٌ اعتبرها اللاعب مستقبلًا أفضل، لكنها لم ترق لجماهير الأهلي، التي اعتبرت قراره بمثابة خيانة بعد موسم ونصف من التألق بقميص الأحمر.
الهجوم الذي تعرض له على إنستجرام جعله يغلق الحساب الذي كان يضم أكثر من 310 آلاف متابع قبل الحذف، بينما لا تزال حساباته على فيسبوك بـ 249 ألف متابع وتويتر قرابة 76 ألف متابع نشطة حتى الآن، دون أي منشورات جديدة منذ بدء الأزمة.
وسام، الذي انضم للأهلي قبل موسم ونصف، استطاع أن يحجز مكانًا في قلوب المشجعين سريعًا، أول أهدافه أمام الإسماعيلي في استاد القاهرة كانت لحظة ميلاد جديدة له، ومع كل هدف كان الجمهور يهتف على مواقع التواصل «رجلنا في المكان الصح.. هداف ولا كل المهاجمين»، ولكن تلك الأصوات المحبة، انقلبت فجأة، إذ علق أحد المشجعين الغاضبين بعد إعلان وسام نيته الرحيل «من أول يوم ومافيش حد عارفك وقفنا وراك.. دلوقتي بعد ما بقيت نجم عايز تمشي؟».
توالت التعليقات المشابهة التي اتهمته باستغلال الأهلي لتحقيق مكاسب شخصية، بلغت العلاقة ذروتها حينما توج وسام أبوعلي بلقب هداف الدوري في الموسم الماضي، برصيد 21 هدفًا، يومها، امتلأت حساباته بالتهاني والدعوات، وتم وصفه بالمهاجم الشامل يسدد بالقدم والراس ومن كرة الثابتة ومن ضربات الجزاء.
حتى الصحافة وصفت إنجازه بـ«قصة نجاح مهاجم فلسطيني وتم وصفه بالفدائي»، لكن، وفقًا لمصادر مقربة من اللاعب، مما جعل العروض الخارجية أكثر جذبًا له.
عقد محمد يوسف، المدير الرياضي للنادي، جلسة أولى مع وسام الأسبوع الماضي، لمحاولة إقناعه بالبقاء، عارضًا عليه تعديل عقده ورفعه إلى الفئة الأولى، مع تمديد لموسمين، لكن اللاعب رفض، متمسكًا بخوض تجربة احترافية جديدة.
من جانبها، وضعت الإدارة شرطًا ماليًا صارمًا للرحيل، 10 ملايين دولار، وهو رقم لم تصل له أي من العروض حتى الآن، حيث توقفت أغلبها عند 6 إلى 7 ملايين فقط، مما أدى لتعطل المفاوضات واستمرار التوتر.
ردود الأفعال الجماهيرية لم تكن موحدة، فبينما هاجمته الغالبية، ظهرت بعض الأصوات المتعاطفة التي طالبت باحترام قراره كمحترف يبحث عن مستقبله، كتب أحدهم «اللي ادانا بطولة وهداف يستاهل نشكره مش نهاجمه من حق اللاعب يبجث عن مصلحته».
لكن، وسط موجة العاطفة المتأججة، سادت أصوات الغضب، وأدت إلى قرار وسام بإغلاق إنستجرامه، في خطوة فُسرت على أنها رفضٌ تام لما يتعرض له من هجوم شخصي، بعيدًا عن تقييم أدائه الفني.
النادي الأهلي يستعد حاليًا للسفر إلى تونس لإقامة معسكر خارجي في الفترة من 18 حتى 29 يوليو، وسط حالة من الغموض حول موقف وسام، الذي لا يزال ضمن قائمة الفريق، لكن مستقبله يتوقف على نتائج المفاوضات خلال أيام المعسكر.